تعليق صحفي

الفاتحون المحررون يصلون على جبهات الجهاد

والمنبطحون المتخاذلون يصلون في حدائق الفاتيكان

"حض بابا الفاتيكان الرئيسين محمود عباس ورئيس دولة الاحتلال شمعون بيريز على إحلال "السلام" في الشرق الأوسط  خلال صلاة مشتركة جمعتهم أمس الأحد في حديقة الفاتيكان"، اختيرت مكانا للصلاة حيث "رفضت كل القاعات التي تضم رسوما جدارية مسيحية أن تحتضن الصلاة، وتم تجنب أن تكون الصلاة موجهة إلى الشرق، إي إلى القبلة، مكة المكرمة" حسب نص خبر موقع قدس، وفي مراسم تضمنت "صلاة يهودية، وأخرى مسيحية وثالثة إسلامية"، "جلس البابا بين الرئيسين بينما كان قائد الاوركسترا يعزف مقطوعاته الموسيقية".

إن هذه الهجمة الحضارية المتجددة على قضية فلسطين من قبل الغرب الصليبي لتجدد التذكير بالتآمر الذي حاكه الغرب ضد المسلمين في إسقاط الخلافة تمهيدا لاحتلال فلسطين وتسليمها لأيدي حفنة مارقة من أبنائها الذين رضوا بأن تنبطح أجسادهم ليمر فوقها الأعداء والمحتلون، ولتمرر عبرهم مؤامرة شرعنة الاحتلال اليهودي.

إنه في الوقت الذي لا يرضى فيه رهبان الفاتيكان أي انتهاك لعقائدهم حيث رفضت كل القاعات الكنسية احتضان تلك "الصلاة" المزعومة، رضي من ينتسبون للإسلام بكل انتهاك عقدي وشرعي وبما فرضه الرهبان من صلاة ومراسم باطلة تحرّوا فيها أدق التفاصيل مثل عدم التوجه للقبلة في الصلاة.

رضي المخلفون من أعراب السلطة بكل ذلك الذل والبطلان من اجل أن يستمروا على سدة الخيانة تحت عناوين الرئاسة والسلطة المتهافتة.

بل وتجرؤا على تحريف الكلم عن مواضعه، فتطاول عباس (حسب نص صلاته المزعومة) على أحكام الله، بإنزال واقع الصلح بين المسلمين في قول الله تعالى "وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ" على سلام باطل مع المحتلين، وكأنه يقرر أنه منهم وأنهم منه، وتعامى عباس عن سياق هذه الآية الكريمة التي تحض على تقوى الله وقد وردت في سورة الأنفال المفصلة لأحكام الجهاد. ثم إن عباس جعل خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته "أفشوا السلام بينكم" منطبقا على "السلام" المزعوم مع الأعداء اليهود الذين أقاموا كيانهم فوق جماجم المسلمين.

فلمن ينتمي مثل هذا "الزعيم الوطني" المدّعى؟!

وأمام الصورة المشرقة التي سطرها أسلافنا من الفاتحين والمحررين من الذين صلوا لله الواحد الأحد على جبهات الجهاد وقد أدركوا أن الجنة تحت ظلال السيوف، فكبروا الله على صدى صليلها وعلى وقع قطع أعناق المشركين والمحتلين، تبرز هذه الصورة المخزية لمن تسمّى عند المتخاذلين والمنتفعين بقائد المشروع الوطني، وهو يصلّي على أنغام الموسيقى الكنسية وفي حديقة معقل الهجمة على الإسلام ومحاولات تنصير أهله والتي يعبد فيها غير الله، والتي حيكت فيها مؤامرات الحروب الصليبية، ومؤامرة الهيمنة على بيت المقدس.

فشتان بين عزة الفاتحين المجاهدين وذلة المتخاذلين الذين امتهنوا التآمر واعتنقوا مبدأ الخيانة وتمّرسوا حمل السلاح لحفظ أمن الاحتلال لا جهادا لخلعه!

شتان بين عزة المؤمنين الذين وعدهم الله بنصره والاستخلاف في الأرض وبين صَغار رجالات السلطة والمنظمة الذين اُمتهنت كراماتهم وأريقت مياه وجوههم وهم يستجدون سلاما في غابة الوحوش البشرية، التي يتردد فيها نباح كلاب اليهود وهي تطارد أبناء فلسطين مع عويل ذئاب الغرب وهي تتآمر على قضية فلسطين!

إن قضية فلسطين هي قضية أمة عزيزة تمتد على جناحي عقاب من إندونسيا إلى ما بعد المغرب، فيها رجال يصدعون بالحق ويحيون في الأمة فرض الجهاد تحت راية خليفة يحرر الأقصى ويحقق بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح روما في ظل خلافة تملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورا، وهي تميّز بين النصارى من أهل البلاد الذين يعيشون في أمن وسلام تحت ظل الإسلام وبين الصليبيين الذين يتآمرون على قضية فلسطين ويشنون حربا حضارية على الأمة الإسلامية وعلى رموزها ومفاهيمها.

 

9/6/2014