تعليق صحفي

دولة الخلافة العثمانية...من عاصرها يشهد بفضلها على ما سواها

في مقابلة مطولة لمراسل وكالة الأناضول بمعمّر "فلسطيني"، رجب التوم، الذي شهد خلال سنين عمره الـ125 خمس حقب تاريخية، بداية من عهد الدولة العثمانية (التي خدم جنديا في جيشها)، ومروراً بالانتداب البريطاني، والحكم المصري والاحتلال "الإسرائيلي"، وحاليا حكم "حماس" لقطاع غزة. يختم حديثه مع الأناضول بقوله إنّ "الأتراك كانوا مثل الذهب. وأمنيتي الوحيدة قبل أن أموت هي رؤية جنود الدولة العثمانية يعودون إلى فلسطين ليحكموها ويعيدوا إليها الاستقرار والسلام".

هذا المعمر بعفويته وبساطته قد اختزل الكثير من الكلمات والحقائق بهذه الجمل القليلة، فما شهده من حياة عزة وكرامة في ظل دولة الخلافة العثمانية رغم أنها كانت في أواخر عهدها وأكثر مراحلها ضعفا، ورغم أنّه قد شارك في جيشها في واحدة من أكثر الحروب ضراوة ودموية، الحرب العالمية الأولى، وما يفترض أن يكون منفرا له من تلك الحقبة، إلا أنّ أمنيته الوحيدة المتبقية هي رؤية الحكم العثماني من جديد!

وهذا إن دل إنما يدل على شيء واحد، هذا الشيء الذي يصلح أن يكون ملحا "يفرك" في عيون الحاقدين على المشروع الإسلامي، والغارقين في أوهام العلمانية ووحل الواقعية، وهو أنّ دولة الخلافة العثمانية وعلى ما كان فيها من إساءة في تطبيق الإسلام إلا أنّها خير من أفضل نموذج عاصره العالم الإسلامي منذ هدم الخلافة ولغاية اليوم.

وإذا كان حال الخلافة العثمانية في أواخر أيامها وأشدها ضعفا قد وصفه المعمر "بالذهب"، فكيف سيصف الخلافة القادمة التي لن تكون عثمانية أو عباسية أو أموية، بل راشدة على منهاج النبوة، إذا ما قدر الله له أن يشهدها قريبا؟!!

لا شك أنّ لسانه سيعجز عن وصفه خيريتها وحسنها، فلن تكفي عبارات الثناء، وأنواع المعادن الثمينة لتعبر عن الخير الذي ستشهده الأمة في ظلها. عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع، فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله، حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره، ثم يأتي الله -تبارك وتعالى -بالعدل، فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله، حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره". قال الهيثمي في المجمع: -رواه أحمد.

19/2/2014