تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية تستجدي المال السياسي لتمرير المشروع الأمريكي!

قال رئيس وزراء سلطة فتح في رام الله "إن الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة يساهم في بناء مؤسسات الدولة، ويساعد في استمرار تقديم خدماتها والوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين". جاء ذلك خلال استقباله في مقر رئاسة الوزراء، السبت برام الله، السيناتور الأمريكي جون ماكين والوفد المرافق له، حيث أطلعهم على مستجدات العملية السياسية والمفاوضات وما يرافقها من تطور على المسار الاقتصادي. وناقش الطرفان قضايا عديدة أهمها مبادرة كيري الاقتصادية والمرتبطة بتقدم المسار السياسي، والتحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة الفلسطينية (وكالة معا 4-1-2014).

إن ما تسمى الحكومة الفلسطينية تدير الشؤون الفلسطينية كأنها تسيّر مؤسسة أهلية تستجدي المنح المالية من الجهات الدولية، وهي على استعداد لاسترضائه مقابل الحصول على ذلك الدعم كحال كثير من "مؤسسات المجتمع المدني" التي تنافس على التمويل الغربي!.

وحكومة فتح مستعدة لتمرير التنازلات والصفقات مقابل تلك الأموال السياسية الملوثة، فأنّى لها أن تملك عقلية الساسة والقادة الحقيقيين الذين يقودون مسيرة التحرير ويستنهضون الأمة لتحمل مسئولياتها وتحريك جيوشها؟!

وإن التطور الاقتصادي الذي تتحدث عنه حكومة فتح ما هو إلا تحريك النشاطات التي تعزز نهج الجباية وتزيد مدخلات السلطة المالية التي تنهبها من أهل فلسطين، وهي تحملهم مسئولية إنشاء سلطة ترعى أمن الاحتلال وتعفيه من تكاليف الاحتلال، فتجعله احتلالا آمنا ومجانياً.

وهذه التصريحات تكشف جانباً مما يحاك خلف الأضواء ضد فلسطين وأهلها تحت مسمى خطة كيري، وهي تربط خطة كيري الاقتصادية بالمسار السياسي في تحركاته النشطة.

إن تتابع المؤامرات وتخاذل "القيادات!" يستوجب وقفة جادة من قبل أهل فلسطين، من أجل إعادة قضية فلسطين إلى سياقها الجهادي كقضية أمة لا مشروعا تسترزق منه تلك القيادات التي تتسلق على أكتاف أهل فلسطين.

5-1-2014