تعليق صحفي

صبر ساعة كفيل بإسقاط النظام، والانخراط معه في مفاوضات يطيل عمره ويجهض الثورة

تتوارد الأنباء التي تتحدث عن تقدم ميداني لشبيحة الأسد في محيط حلب ومحيط دمشق، ويتحدث البعض عن المنطق الأمريكي في الآونة الأخيرة القائم على الترويج لجنيف 2 بالقول: "أن الطريقة الوحيدة لتنتزع المعارضة انتصارا سياسيا من بين فكي الهزيمة العسكرية هي من خلال جنيف 2".

وللتعليق على هذه الأنباء نذكر الأمور التالية:

1.         إن التقدم الميداني الحاصل لا يدل على تعافي النظام المتهاوي، فهو يحدث بتعزيز من قوات حزب ايران والمليشيات العراقية والإيرانية وغيرهم من المرتزقة، وهو أشبه بضربات الصعق الكهربائي التي تحاول إعادة النبض لجسم توقف قلبه عن العمل وأصبح إعلان وفاته أقرب من أي وقت مضى.

2.         إن الهدف من احداث تقدم ميداني للنظام –ولو بصورة مؤقتة- هو الدفع نحو مؤتمر جنيف 2 الذي سيرسم خارطة طريق لإبقاء سوريا تحت نير الاستعمار والنفوذ الأمريكي، وهو لأجل اظهار أن المعارضة المرتهنة بأمريكا قد حققت إنجازاً سياسياً في الوقت الذي يعجز فيه المقاتلون عن حسم المعركة على الأرض.

3.         التقدم الذي تتحدث عنه وكالات الأنباء لا يمكن اعتباره نصراً للنظام، فمن المغالطة تصوير الحرب الدائرة وكأنها حرب بين جيشين وأن تقدم أحدها على الآخر هو نذير الهزيمة، فما يحدث في سوريا هي ثورة مقابل نظام، وأن النظام لو تمكن من استعادة بعض القرى والمدن لن يستطيع السيطرة عليها ولن يستطيع إعادة الأمور لسالف عهدها، فالمعارك الحالية هي معارك فر وكر، ولا يمكن قياسها بمعارك الجيوش، لذا فالتهويل مما يحققه النظام على أرض الواقع هو نوع من الضغط الممارس على القادة الميدانيين ليرضوا بالتفاوض مع النظام والموافقة على جنيف 2 واعتبار أي اتفاق ينص على انهاء حكم الأسد مع بقاء الدولة تابعة للاستعمار انجازاً.

4.         إنه مما لا شك فيه أن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو ما يدفع أمريكا للجنون، ويدفعهالتغذّ السير نحو جنيف 2 بكل ما أوتيت من قوة، ويمكن وصف هذا المؤتمر بآخر أوراق أمريكا.ومما لا شك فيه أن جنيف 2 لن يكتب له النجاح في ظل تمسك الكتائب المقاتلة برفضه واصرارها على اسقاط النظام وإقامة الخلافة. كما إن التصوير بأن اسقاط النظام أصبح مستحيلاً وأن الواقع يفرض اللجوء للتفاوض والقبول بالوساطات الدولية هو تضليل استعماري وخبث ودهاء يراد منه اسقاط المخلصين في شراك الكفار المستعمرين.

5.         في ظل هذا التكالب والتآمر الدولي ضد المخلصين وأهل الشام، على الكتائب المخلصة، التي باعت نفسها لله دون سواه، وقدمت التضحيات وبذلت الغالي والنفيس في سبيل اسقاط النظام وإقامة شرع الله بإقامة الخلافة، وأعلنت منذ اللحظة الأولى أن قائدها للأبد سيدنا محمد، وأن ثورتها لله، عليها أن تصبر وتثبت على الحق وتتشبث بوعد الله وحبله المتين، ولا يفتنها الكافرون والمستعمرون وأدواتهم، فإنما النصر صبر ساعة، والله ناصر عباده، وخاذل الكافرين وأعوانهم، وليبق نصب أعينهم قول الله سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا * وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا).

والله معكم ولن يتركم اعمالكم.

16-11-2013