كثيرة هي الأزمات التي أنتجها تكالب جناحي السلطة على البقاء فوق آلام ومعاناة أهل غزة، ومن أبرز هذه الأزمات أزمة الكهرباء المستعصية، التي تلهب الأعصاب وتدق في الرؤوس كل يوم وكل لحظة.

هذه الأزمة المستمرة منذ عام 2006م والمتأرجحة بين شدة وشدة، عادت شديدة تعصف بمجريات الحياة في غزة من أبسطها إلى أهمها ولا تكاد تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ومستها.

كشفت هذه الأزمة عن مصيبة أهل فلسطين وأهل غزة بمشروع السلطة الفلسطينية وبجناحي هذه السلطة، وكيف أن الهم الأول والأكبر لهما هو محاولة الاقتيات على حساب الناس المنكوبين بلا وازع، فسلطة رام الله التي حولت "منحة السولار الصناعي الأوربية" من سولار مباشر إلى أموال لخزينتها، لم تكتف بذلك بل تبيعه لغزة بضريبة 3 شيكل للتر الواحد، بحجة أنها تشتريه من كيان يهود الذي يفرض ضريبة "البلو"، ولكنها في الحقيقة تسترد هذه الضرائب إلى خزينتها.

وفي المقابل ترفض سلطة غزة شراء الوقود من السلطة إلا بعد رفع الضرائب، بحجة أنهم غير قادرين على شراء الوقود بهذا السعر في ظل عدم قدرة كثير من الناس على سداد الفواتير المستحقة، ولكنها هي وسلطة عباس في المقابل لم تظهرا أية رحمة في فواتير الكهرباء التي – رغم انقطاعها الكثير- تنهال على رؤوس الناس بقيم كبيرة أثناء دخول سولار "المنحة الأوروبية" مجانًا، وكذلك أثناء دخول السولار القطري مؤخرًا مجانًا، وكذلك لم تترك الناس يستفيدون من السعر المنخفض للوقود المصري المهرب عبر الأنفاق، بل لاحقته بضرائب فوق ضرائب!

إن مشروع السلطة يقتات على جيوب الناس لتبقى مستمرة، وتنوب عن الاحتلال في الخدمات، وهي  تثبت يومًا بعد يوم أنها مشروع لخدمة الاحتلال على حساب أهل فلسطين، فهي بالنسبة لكيان يهود مشروع احتلال مجاني يضع لافتة "المشروع الوطني الفلسطيني".

14-11-2013م