تعليق صحفي
أقزام السياسة يرسلون رسائل الاستجداء أما القادة فيرسلون جيوش التحرير!
قال السفير الفلسطيني الدكتور رياض منصور، "المراقب الدائم لدولة فلسطين!" لدى الأمم المتحدة في نيويورك (وكالة وفا الرسمية)، "إننا ونحن على مشارف العام 46 للاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية في يونيو 1967، فإن ذلك يذكرنا مرارا وتكرارا بجذور هذا الصراع المأساوي وأسباب استمراره، ألا وهو استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه من جانب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ومحاولاتها الدؤوبة الرامية إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي بالقوة وبكل الوسائل والتدابير غير القانونية." جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها منصور لمؤسسات الأمم المتحدة تباكى فيها على تراجع "الآمال الكبيرة" حول استئناف المفاوضات في التوصل إلى "حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، على أساس حل دولتين.
إن "قيادة فلسطينية" لا تدرك متى بدأ الاحتلال اليهودي لفلسطين وما هي طبيعة الصراع لتؤكد أنها قيادة عميلة تريد ترسيخ مشروعية الاحتلال اليهودي لما احتل من فلسطين عام 1948، وتريد تجاوز كل الجرائم الدموية التي أريقت فيها دماء أهل فلسطين وهجّروا من ديارهم عند تأسيس هذا الكيان اليهودي المسخ الباطل.
إن ما يذكّرنا "بجذور هذا الصراع المأساوي وأسباب استمراره" هو استمرار العدوان اليهودي على كل فلسطين مع قيام سلطة فلسطينية عميلة (يمثلها منصور في نيويورك) تحرس هذا العدوان وتساعده في قمع الشعب تحت الاحتلال وفي مطاردة كل من يفكر في رفض هذا الاحتلال اليهودي.
وهو عدوان عسكري لا يواجه إلا بالعسكر، أما لغة القانون الدولي التي يستجدي بها سفير السلطة فهي ليست إلا لغة الضعفاء والمنهزمين ممن يسترزقون من العمل في مشروع السلطة الخانعة وفي مؤسساتها السياسية والدبلوماسية.
إن الحل العادل والدائم لقضية فلسطين هو في اجتثاث هذا الكيان من جذوره نهائيا وللأبد، وهو حل يعرفه أطفال فلسطين قبل رجالها ونسائها، وهو الحل الذي تتجاهله القيادات السلطوية التي تعتاش من الانغماس في مستنقع المحافل الدولية الظالمة ومن اللهث خلف مفاوضات باطلة.
وهو حل سطره التاريخ في كلمات خليفة المسلمين الرشيد عندما خاطب المعتدين بالقول: "الجواب ما ترى لا ما تسمع". ولكنها لغة لا يتقنها أقزام السياسة، بل هي لغة تبحث عن ألسنة وأسنة قادة مخلصين يترجمونها عمليا في دولة الخلافة القادمة قريبا بإذن الله.
2-11-2013