تعليق صحفي

الاتحاد الأوروبي يسعى لانحلال المرأة في فلسطين، بتآمر من سلطة عباس وسكوت من سلطة حماس!

ابتدأ مهرجان شاشات التاسع لسينما المرأة في فلسطينبعدد من العروض في مدينة غزة حيث من المقرر أن تمتد تلك الفعاليات لمدينة رام الله وعدد من الجامعات في فلسطين، ويشمل ذلك المهرجان على 10 أفلام من إخراج 14 مخرجة من الضفة وقطاع غزة، و100 عرض في 20 مدينة و6 مخيمات، وذلك بالتعاون مع 22 مؤسسة و7 جامعات.

تأتي تلك العروض في إطار مشروع "مُخَلَّفات" الذي تنفذه مؤسسة شاشات، والذي حصل على تمويل رئيسي من الإتحاد الأوروبي وتمويل إضافي من مؤسسة هنريش بول، ومؤسسة تفي-بيت النرويجية، والقنصلية الفرنسية العامة في القدس.

وقد كان من بين تلك الأفلام فيلم بعنوان "الأخت وأخوها" والذي يعرض في جو عائلي حميم محاولةَ فتاة فلسطينية، تخطي العقبات لمصارحة أخيها بأنها على علاقة عاطفية.

وقد أثنى ممثل الاتحاد الأوروبي في كلمته الافتتاحية على مثل هذا المهرجان وأكد على دعم الاتحاد الأوروبي لمسيرة الثقافة الفلسطينية، بينما أكد مدير القسم الثقافي في القنصلية الفرنسية بغزة انطوني برونو على دعم فرنسا لهذه المشاريع، مؤكدا على أهمية دورة المرأة الفلسطينية في صناعة الثقافة الوطنية والإنسانية، التي تشكل رابطا هاما للتواصل على ضفتي المتوسط، على حد تعبيره.

إن المرأة في فلسطين قد خرّجت للعالم أنموذجا يستحق العرفان والتقدير، فهي الأم التي أنجبت وربت المجاهدين، وهي زوجة الأسير التي تنتظره لسنوات صابرة محتسبة، وهي الابنة التي شاركت في قتال يهود وفي التصدي لهم، وهي قبل كل شيء الملتزمة بعفافها وأحكام ربها، هذه الصورة المشرقة للمرأة في فلسطين لم ترق للكفار الغربيين "المانحين" وأدواتهم، فيريدون تغيير هذه الصورة لتصبح المرأة المسلمة في فلسطين مخرجة أو ممثلة أو راقصة أو لاعبة كرة قدم أو عارضة أزياء، وكل ذلك تحت ستار صناعة "الثقافة الفلسطينية"، والتعبير عنها بصور "الفن" المختلفة، والتي تمتهن المرأة وتنزع عنها ثوب العفاف والطهارة، وكل ذلك لسلخ الناس عن دينهم ليسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية ومنها التفريط بالأرض المباركة.

إن طبيعة تلك الفعاليات المتكاثرة والممتدة في معظم الضفة وغزة، ترمي إلى التشجيع على تخطي ثوب الحشمة والحياء، وهي توطئة لتخطي القيم الإسلامية بدعوى تجاوز الصورة النمطية التقليدية للمرأة ونقلها إلى الصورة العصرية "النظرة الغربية للمرأة"، المنحلة، مما تسميه تلك الجمعيات، "قيد" الدين واللباس والأسرة. وفي هذا السياق يأتي عرض فيلم "الأخت وأخوها" لتكون صورة الفتاة، التي تتخذ صديقا حميما لها ولا تخجل من البوح بذلك أمام أخيها، هو نموذج المرأة التي يريد الغربيون "المانحون"، من فرنسيين وأوروبيين، لبناتنا ونسائنا أن تحذو حذوه!.

وللتأكد من ذلك فبوسع القارئ أن يطلع على أهداف هذه النشاطات والمؤسسات، فقد جاء في التعريف بالمؤسسة المشرفة على المهرجان "شاشات"، اهتمامها بـ"طرح مفاهيم اجتماعية، حول تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي، والقيم الثقافية الناتجة عن هذهالتصورات" أي أنها ترتكز في عملها على ضرورة فصل الاختلاف الطبيعي بين الرجل والمرأة تحت مسمى "الجندر" وهو المصطلح الذي يقصد به تلك الثقافة التي تساوي بين الرجل والمرأة في كل شيء خلافا للاختلاف الطبيعي بينهما، وهذا من أسس النظرة الغربية الرأسمالية للمرأة.

إن دعم الكفار الغربيين لهذه المشاريع والمؤسسات أنما يراد منه نقل الثقافة الغربية لبلادنا وتطبيق نظرتهم المنحلة على نسائنا، وإلا فهل يعقل أن يدعم الفرنسيون المرأة المسلمة في فلسطين بقيمها الإسلامية وهم الذين يحاربون ويحظرون غطاء الرأس في فرنسا؟! إنهم كاذبون بل هم يحاربون الثقافة الإسلامية في هذه النشاطات والفعاليات، وكل ذلك تحت شعار تعزيز "الثقافة الفلسطينية"! (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ).

إن تكرار مثل هذه المهرجانات بدعم وتأييد من سلطة عباس في رام الله، وصمت وسكوت من سلطة حماس في غزة لهو أمر منكر، وهو يدل بصورة لا لبس فيها أن نشاطات "المانحين" سواء في غزة أو الضفة إنما هي نشاطات لمحاربة المسلمين في دينهم وأعراضهم، والواجب على أهل فلسطين جميعاً الوقوف في وجه هذه النشاطات والإنكار على من يدعمها أو يسهل لها مهمتها التخريبية.

(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

28/10/2013