تعليق صحفي

النظام المصري الانقلابي والسلطة وكيان يهود في تكامل تام للتآمر على أهل غزة!

في الوقت الذي تُغلق فيه الأنفاق وتتوقف الأعمال بسبب منع دخول مواد البناء من خلال الأنفاق، التي تعتبر عصب تشغيل الكثيرين من عمّال قطاع غزة، يسمح يهود وفي خطوة مفاجئة وللمرة الأولى منذ ستة أعوام بإدخال مواد البناء لصالح القطاع التجاري عبر المعابر التي يسيطرون عليها.

وفي الوقت الذي يمنع فيه انقلابيو مصر دخول الوقود إلى قطاع غزة ويفاخرون بذلك، مما قد يؤدي لتوقف محطة الكهرباء الوحيدة والتي لا تستطيع حتى الإيفاء بمتطلبات القطاع من الكهرباء بشكل كامل، بل وتؤدي إلى نقص مياه الشرب واحتمال زيادة التلوث بسبب عدم معالجة مياه الصرف الصحي نتيجة انقطاع الوقود، تعلن سلطة عباس عن نيتها تزويد محطة الكهرباء بالوقود الصناعي من خلال معابر يهود وبدون ضريبة!.

وفي الوقت الذي يغلق النظام المصري فيه معبر رفح بحجج واهية فيزيد بذلك معاناة أهل غزة، يعلن وزير أوقاف السلطة عن نية مصر فتح المعبر ليومين فقط استجابة لتدخل رئيسها عباس لدى النظام المصري.

إن هذا التكامل بين النظام المصري الانقلابي وكيان يهود والسلطة في دفع قطاع غزة باتجاه كيان يهود والخضوع لمعابره والتنسيق ما بين السلطة والنظام المصري حول معبر رفح وغيره، كل هذا ليس مجرد مصادفة عابرة.بل إنه يأتي في إطار سياق يهدف لإعادة غزة إلى حضن "الشرعية الفلسطينية" الموهمة التي تخضع لكيان يهود وتربط نفسها بمعابره وبمزاجية قادته وصلفهم، بدلا من احتضان النظام المصري لأهل قطاع غزة وإنقاذهم من ظلم كيان يهود، بل إن هذا النظام على امتداد السنوات الغابرة لم يحرك جيشا لتحرير فلسطين ولا ترك أهلها يتنفسون عبر بوابته ولو لمجرد التخفيف أو الانعتاق من ربقة المحتل اليهودي!.

فتلك الضغوط من قبل النظام المصري الانقلابي والتي تقابل بفتح المعابر مع كيان يهود، إنما ترسم صورة انقلابية في المفاهيم و"العقيدة العسكرية" التي يقوم عليها ذلك النظام، والذي يرى في يهود أصدقاء وحلفاء ينسق معهم ولو لقتل شعبه، بينما يعادي أهل غزة ويريد لهم أن يرتموا في أحضان يهود، وأن ينحنوا لهم كما انحنى هو، بل هو انتكاس وانعدام نظر وفقدان للبوصلة من انقلابيي مصر الذين باتوا يصورون عبر إعلامهم الدّجال أن العدو هم أهل غزة وأن يهود هم أصدقاؤهم الذين ينسقون معهم في الحملات الأمنية التي تدمر البشر وحتى الشجر والحجر!.

فالأمر ليس مجرد انقلاب على إرادة شعب بقدر ما هو انقلاب في المفاهيم والرؤى التي يريدون فرضها بإعلامهم الكاذب وبتنسيقهم مع كيان يهود، يقابله تساوق وتآمر من سلطة مسخت نفسها بخدمتها للمحتل ومردت على التآمر على أهل فلسطين.

إن أهل غزة وفلسطين كاملة يتطلعون لجيوش الأمة الحقيقية التي تتحرك لنجدتها ونصرتها فتخلصها من احتلال يهود وتآمر الحكام والسلطة، وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله.

(وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)

17-9- 2013