تعليق صحفي

أوسلو بعيون دراسية موضوعية كارثة،،، وبعيون الإسلام خيانة،،، أما في عيون السلطة فخيار استراتيجي!!

في ذكرى مرور 20 سنة على توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام، أوضحت وكالة المساعدات الدولية "أوكسفام" في تقرير نشرته أن حياة ملايين الفلسطينيين أصبحت الآن أسوأ مما كانت عليه قبل 20عاما، في ظل ما انتهجته الحكومة "الإسرائيلية" من توسيع للمستوطنات في الأراضي المحتلة.

وذكرت الوكالة أنه منذ عام 1993 ضاعفت "إسرائيل" عدد المستوطنين من 260,000 إلى 520,000، ووسعت المناطق التي تسيطر عليها المستوطنات لتصل إلى ما يربو على 42% من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عمّا أدى إليه نظام نقاط التفتيش والقيود الأخرى المفروضة على حركة الفلسطينيين وتجارتهم من تقسيم للعائلات وإنهاك للاقتصاد.

وقال نيشانت باندى، مدير مكتب أوكسفام في الأراضي الفلسطينية المحتلة "وإسرائيل": لقد كبدت التحركات التي قامت بها الحكومة "الإسرائيلية"، طوال العشرين سنة الماضية، الاقتصاد الفلسطيني مئات الملايين من الدولارات كل سنة، بحسب الوكالة.  وقال أنّ اقتصاد غزة وحده يخسر نحو 76 مليون دولار سنوياً، في ظل حرمانه من زراعة ما يصل إلى 35% من أراضيه الزراعية، وتقليص الحكومة "الإسرائيلية" لمساحة الصيد المتاحة أمام الصيادين الفلسطينيين من 20 ميلاً بحرياً، نصت عليها اتفاقيات أوسلو، إلى 6 أميال بحرية فقط الآن. كذلك انخفضت صادرات غزة بنسبة 97% منذ فرض الحصار الاقتصادي عليها في 2007.

هذه قراءة موضوعية من زاوية الخسائر والمكاسب من اتفاقية أوسلو من قبل إنسان لا علاقة له بالثوابت والنضال أو الإسلام وعقيدة المسلمين، ومع ذلك وجد في اتفاقية أوسلو كارثة على أهل فلسطين بناء على ما تمخضت عنه من تضييق وخنق لأهل فلسطين في ظل بحبوحة ومكاسب كبيرة ليهود.

إذا كانت هذه نظرة موضوعية ولم يقبل صاحبها ما تمخضت عنه الاتفاقية، فكيف لو كان الناظر صاحب ثوابت؟! أو يدّعي الوطنية والنضال؟!

لا شك حينها أنّ الاتفاقية ستكون في عينه كارثة وخيانة، وهو ذات الوصف الذي تضفيه عليه مفاهيم الإسلام التي تجعل من يسالم ويعاهد يهود المحتلين لأرض فلسطين مجرما وخائنا لله ولرسوله وللمسلمين. إذا لا يمكن أن يُقدم على مثل هكذا خطوات أو يوقع مثل هذه الاتفاقيات إلا إن كان مجنونا أو بلا قيم.

وبعد كل هذا يأتي أزلام السلطة ليعلنوا تمسكهم المستميت بخيار المفاوضات والسلام، واستئناف المفاوضات حتى وإن كانت تحت ظلال الاستيطان!!.

حقا إنّها سلطة منسلخة عن قيم وثوابت أهل فلسطين، فهي دخيلة هجينة وسيأتي عليها يوم قريب يلفظها الناس فيها لفظا بلا رأفة أو شفقة مسربلين بالخزي والعار هي وكل من أعانها بشطر كلمة من شبيحة القلم وحراس السلطان.

17/9/2013