عباس يتنكر للانتفاضة ويظن نفسه بذلك يعبر عن توجه المسلمين
في كلمة لعباس يوم الاثنين بالأرجنتين تنكر للانتفاضات التي قام بها الشعب الفلسطيني وقدم فيها آلاف الجرحى والشهداء والأسرى، واستعاذ من انتفاضة قادمة بالقول: "لا سمح الله أن نأتي إلى انتفاضة جديدة، الشعب الفلسطيني لا يفكر بشأن إطلاق انتفاضة جديدة." وظن نفسه يعبر عن توجه المسلمين في فلسطين أو ينطق باسمهم، فقال: "إنّ الفلسطينيين لا يريدون أن يروا تكرارا لانتفاضتهم التي استمرت بين عامي 2000 و2005 وأثارت ردا عسكريا إسرائيليا ساحقا".
من الواضح أنّ عباس قد وصل في استخذائه وحرصه على مصالح يهود إلى درجة غير مسبوقة، وهذا ليس مستغرباً عليه وهو الذي صرح من أوائل أيامه أنّه "جاء لينهي عذابات الشعب اليهودي". فهو يعتبر نفسه حافظا لأمن يهود ويجاهر بذلك، وأعماله وإنجازاته في هذا المجال بارزة ماثلة، فالسلطة الوطنية في عهده أصبحت ذراعا أمنيا ليهود بكل ما تحمل الجملة من معنى. فأصبح من يهدد أمن يهود تعتبره السلطة يهددها، ومن يزعج يهود يزعج السلطة قبلهم، فكلمته في رام الله يوم 11/11 التي قال فيها "بأنه يتحدى العالم أن يثبت أن السلطة قد قصرت في أي شيء مما طلبته خارطة الطريق، في الوقت الذي لم تطبق فيه إسرائيل ما طُلب منها" فاخر فيها بكل وقاحة بأنه قد قدم كل ما يستطيع وكل ما هو مطلوب منه لخدمة يهود ومصالحهم في الوقت الذي لم تكافؤه فيه دولة يهود ولم تحفظ له ماء وجهه.
ويصدق عباس الكذبة التي كذبها بأنّه يمثل الشعب الفلسطيني ويظن نفسه يعبر عن توجههم وتطلعاتهم فيقيس المسلمين الذين يأبون التفريط والتنازل على نفسه فيقول: "الشعب الفلسطيني يفكر فقط في الطريق تجاه السلام والمفاوضات وليس في طريق آخر. لن نعود إلى انتفاضة لأننا عانينا أكثر مما ينبغي". فينسى عباس بأنّه لا يمثل إلا نفسه وولية نعمته أمريكا!. فأمريكا هي التي جاءت بعباس وهي التي تدعمه جهاراً نهاراً بأموالها ويدعم عباس كذلك ربيبتها "إسرائيل" وعملائها من حكام المسلمين، وليس المسلمون ولا أهل فلسطين من يريد عباس، وهذا أمر معروف للصغير والكبير في فلسطين، بل إنّ معظم أهل فلسطين يعتبرون السلطة نقمةً لا نعمةً.
ألا فليدرك عباس وسلطته بأنّهم لا يمثلون المسلمين ولا ينطقون باسمهم، فالمسلمون في فلسطين وفي العالم كله يأبون الخيانة والتفريط والتنازل، وقلوبهم تشتاق إلى الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين وكل بلاد المسلمين، ولن يركن المسلمون يوماً إلى أعدائهم ويركضوا خلف سراب السلام كالحكام. فالأمة مدركة تماماً لخيانة حكامها وقد تبرأت منهم جميعاً وهي تنتظر التغيير بفارغ الصبر حتى تنقض على حكامها وتجعلهم خلف التاريخ.
24/11/2009