تعليق صحفي

سلطة تائهة: تلاحق البنطال وقصات الشعر وتريد تعليم الناس الرجولة ثم تحتفي بمغن كي يكون رسولا ونموذجا لفلسطين البلد الطيب المبارك.

استقبلت حكومة حماس من خلال وفد عن وزارة الثقافة المغني الفائز بمسابقة الغناء المسماة "معبود العرب" Arab Idol  مثمنة اختياره كسفير للأنروا "وكالة الغوث" معتبرة أن إنجازه "سيشكل رافعة نوعية في خدمة القضية الفلسطينية وشعب فلسطين الصامد في الوطن والشتات" وذلك كما جاء في بيان لوزارة الثقافة في حكومة حماس.

لتكون تلك الحكومة بذلك نظيرا لحاكم مصر الذي انتخبه مؤيدوه ظنا منهم بأنه سيطبق الإسلام فإذا به يكرم مروجي الانحلال والسفور من الممثلين والممثلات، بل في تناقض صارخ بين أقوال تلك الحكومة مع أفعالها وحملات الفضيلة التي قامت بها، وحملات ملاحقة مرتدي البنطال "الساحل" وقص الشعر لمن تشبه ببعض القصات الأجنبية وتصريحات وزير داخليتها بأنه "سيراقب كل من يريد خفض مستوى الرجولة في غزة"، تلك التصريحات التي أثارت جدلا كبيرا وقتها.

ثم بعد كل تلك الأفعال وما حملته من ممارسات مجتزأة لفرض الأخلاق، تأتي تلك الحكومة التائهة لتعلن عن استقبال مغن قدم شهرته بين السافرات وفي إطار برنامج مشبوه مخالف لثقافة الأمة.

لقد كان الأولى بتلك الوزارة ومن قبلها الحكومة أن تجعل ثقافتها ثقافة إسلامية خالصة من الوطنية الضيقة المفرقة، فكيف بها وهي تتخذ من رموز الغناء والسجود بين أرجل الكاسيات العاريات رسولا يوصل قضية فلسطين ومظلوميتها إلى العالم.

وكيف بها وهي تحارب مظاهر التغريب بين أهل غزة تتخذ ممن أبرزهم الإعلام الموالي للغرب أنموذجا ومعبودا ومحبوبا، فهل يسر تلك الحكومة أن يكون المغنون والراقصون قدوة لشباب وفتيات فلسطين؟ ما لكم كيف تحكمون!!.

إن السير مع الواقع ومع المصلحة ليس من دين الله في شيء فدين الله أتى ليغير المنكرات والمجتمعات لا لكي يساير الواقع أو يجلب وزارات ثقافة وحكومات تسير وفق قاعدة ما يطلبه المستمعون، فتنقاد لكل ناعق بحجة أنه يمثل نجاحا لأهل فلسطين ولو في مضمار الاختلاط والسفور والفجور.

))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ((

27/6/2013