تعليق صحفي

الائتلاف يعرض دماء شهداء سوريا في مزاد علني! ويسعى لإجهاض الثورة وإبقاء النظام!

قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني إن الائتلاف قد يتنازل عن المطالبة بمحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه متشبث برحيله عن السلطة. وقال البني إن رئيس الائتلاف معاذ الخطيب أبلغ الجانب الإيراني والروسي موقف الائتلاف من الحوار من أجل نقل السلطة في سوريا مع عناصر لم تتلطخ أيديها بالدماء، وأكد على رحيل النظام بكافة رموزه.

وللتعليق على هذا الخبر نذكر النقاط التالية:

1. الائتلاف الوطني ليس ممثلاً لأهل سوريا حتى يتكلم أو يحسم قضايا باسمهم، ومرد ذلك إلى أمرين؛ الأول أن الذي أنشأه هي أمريكا والدول الغربية الاستعمارية وأدواتهم الحكام، والذي اختار أعضاءه هو روبرت فورد سفير أمريكا لدى سوريا، وأن الذي كساه صبغة الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري هي القوى الاستعمارية وأدواتها الحكام، لذا فهو مغتصب لتمثيل أهل سوريا وكاذب في ادعائه. والثاني أن الثوار بجماهيرهم وكتائبهم أعلنوا صراحة أكثر من مرة بأنهم بُرَآء من الائتلاف والمجلس والوطني وغيره من المجالس والهيئات التي ارتمت في أحضان الحكام والدول الغربية الاستعمارية المتآمرة على ثورة الشام.

2. والحال كذلك فمن ذا الذي خوّل الائتلاف ليساوم على دماء عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى وملايين المهجرين؟! هل أخذ البني أو الخطيب تفويضا من أصحاب الدم ليتنازلوا عن القصاص من غريمهم الأسد؟! ألا فليعلم البني والخطيب أن دماء أهل الشام غالية، وإن القصاص من الأسد واقتلاع النظام البعثي وإنهاء النفوذ الأمريكي من سوريا هو أقل من أن يكون ثمناً لتلك التضحيات فكيف بالخيانة وبيع تلك الدماء بثمن بخس، حكومة وطنية ديمقراطية عميلة؟!

3. إن ثورة الشام اندلعت لتغيير النظام، وتغيير النظام لا يعني تبديل الوجوه مع بقاء النظام، فالنظام ليس أفراداً ومجرد رموز بل منظومة تحكم مناحي الحياة، فالقول بالرضى بانتقال السلطة مع بقاء النظام الديمقراطي العلماني عبر عناصر لم تتلطخ أيديهم بالدماء هو إبقاء للنظام وإجهاض لثورة أهل الشام وتضييع لتضحيات الناس سدىً.

ولقد أدرك الثوار ذلك، فأعلنوا أن بديلهم للنظام هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، تسوسهم بشرع الله وتنهي التبعية للغرب الاستعماري وتعيد أهل الشام وبقية المسلمين إلى مكانتهم المرموقة بين الأمم، خير أمة أخرجت للناس.

4. لقد بات الدور الذي يلعبه الائتلاف مفضوحاً، فهو يسعى –بتوكيل من أمريكا- لإجهاض ثورة الشام، لكن محاولات تمرير الائتلاف على أهل سوريا باءت بالفشل، وها هي الحوادث والمواقف تكشف المستور وتآمر هؤلاء على ثورة الشام، فليحذرهم الناس وليحذروا مشاريعهم المنتجة في دهاليز البيت الأبيض.

5. إن حمى التحركات السياسية التي يشهدها الملف السوري هي تعبير عن خوف الغرب الاستعماري وعلى رأسه أمريكا، من أن يقطف الثوار ثمرة ثورتهم –جراء التطورات المتلاحقة على الأرض وتقدم الثوار المتسارع- فيسقطوا النظام ويقيموا الخلافة، فيسعى هؤلاء لقطع الطريق أمام المخلصين لإبقاء سوريا تحت وطأة التبعية لأمريكا فيطرحوا مشاريعها تحت غطاء الحرص على وقف نزيف الدم والمعاناة وعيونهم تدمع دموع التماسيح.

فالصبر الصبر يا أهل الشام وأبدالها، والثبات الثبات، الله الله في ثورتكم، والله معكم ولن يتركم اعمالكم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)

4-2-2013