تعليق صحفي

أمريكا تكشر عن أنيابها بمنحها يهود ضوءا أخضر لضرب أهداف في سوريا

كشفت مجلة التايم الأمريكية أنّ الطائرات الحربية "الإسرائيلية" قصفت عدة أهداف داخل سوريا ليلة الثلاثاء الماضي. وأضافت نقلا عن مسئولين في المخابرات الغربية أنّ القصف استهدف مركز البحوث البيولوجية والأسلحة التي قد تقع في أيدي "المتطرفين" الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وقال المسئولون أنّ "إسرائيل" حصلت على ضوء أخضر من واشنطن لشن هجمات من هذا القبيل في المستقبل.

وقال مسئول في الاستخبارات الغربية للمجلة المذكورة أنّ الجيش الأمريكي يستعد لتنفيذ ضربات جوية مماثلة حول حلب إذا وقعت أسلحة غير تقليدية في أيدي المسلحين في تلك المنطقة.

وهذا ما يؤكد ما ورد أول أمس في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي قالت بأنّ "إسرائيل" أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية قبل ساعات من تنفيذ الهجوم وأبلغتها بالمعلومات الاستخبارية التي لديها حول المواقع التي سيتم استهدافها.

وهذا إن دل على شيء إنما يدل على حجم التقدم الذي يحرزه الثوار على الأرض، على خلاف ما تشيعه وسائل الإعلام ومعارضة الفنادق من أنّ النظام ما زال قويا ومتماسكا، وهو ما استدعى أن تكشر أمريكا عن أنيابها.

فأمريكا ومنذ اللحظة الأولى للثورة وهي تمد نظام الأسد بكل ما يلزمه لقمع الثورة، بغض الطرف عنه وإمهاله المهلة تلو الأخرى، في مبادرة يعقبها مبادرة، وعملاؤها من حكام الجوار يساعدون الأسد من خلال الأسلحة والمقاتلين وتضييق الخناق والحدود على الثوار وعلى اللاجئين، وتتعاون مع روسيا في مد الأسد بالأسلحة وأسباب القوة، وغير ذلك من المؤتمرات والاجتماعات الهادفة إلى احتواء الثوار وتقزيمهم في معارضة علمانية تقبل ببقاء النظام العميل مقابل تغيير الوجوه.

ومع تقدم الثوار وتماسكهم وازديادهم صلابة وقوة يوما بعد يوم، على نحو شكلوا فيه صخرة تحطمت عليها مؤامرات أمريكا وآمالها، فها هي تضيف لكل ما سبق من مساندة للأسد ومقاتلة للثوار، تضيف كيان يهود، رأس حربتها في الشرق الأوسط، تعطيه الضوء الأخضر لضرب ما يقع أو يقترب من الوقوع بأيدي الثوار المخلصين الذي تصفهم بالمتطرفين، مما قد يشكل خطرا كبيرا عليهم في المنطقة.

فأمريكا كشرت عن أنيابها أو كادت، لعظم الخطر الذي باتت تشكله ثورة الشام عليها وعلى عملائها في المنطقة، ولكن كما منّ الله على عباده بالقوة والثبات لغاية الآن فهو كفيل بإحباط كل مساعي إجهاض الثورة أو القضاء عليها أو سرقتها، إن شاء.

فنسأل الله أن ينصر عباده المخلصين وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم، وأن يعجل بنصره لأبطال الشام ولأمة الإسلام.

2/2/2013