تعليق صحفي

جميع سياسات السلطة في ظاهرها وباطنها التفريط بفلسطين والعذاب لأهلها

قال عباس ظهر الخميس "أنه يجب على الفلسطينيين اتباع سياسات عاقلة وموزونة بدون مغامرات غير محسوبة قولا وفعلا من أجل استعادة حقوقهم، وأضاف أن هذا النهج أدى إلى عزل ما وصفه بسياسات "إسرائيل" الاستيطانية على المستوى الدولي، وقال إن الفلسطينيين يشنون حربا دبلوماسية وأخرى قانونية للحصول على حقوقهم، وأنهم سيستمرون في هذه السياسة"، وأشار إلى "أن أشقاءنا العرب وضعوا خطة استراتيجية للدفاع عن القدس ورصدوا مبالغ مالية لدعم صمود أهلها، ولكن لم يصلنا منها شيئا حتى اللحظة".

إن المتتبع لأفعال وسياسات منظمة التحرير ووليدتها السلطة يجد أن جميع هذه السياسات والأفعال تصب في خانة التنازل عن فلسطين وتثبيت كيان الاحتلال وإذلال أهل فلسطين وتعذيبهم وفصلهم "فصلا إجرامياً" عن إخوانهم في العالم الإسلامي ومنه العربي.

فالمنظمة بدلا من أن تحمّل جيوش المسلمين المسئولية عن تحرير فلسطين، وكانت هذه الجيوش قادرة على ذلك، سعت المنظمة وقبلت أن تحمل أهل فلسطين العزل في الداخل والمهجرين في الخارج المسئولية، من خلال اعتبار فلسطين للفلسطينيين وأن المنظمة الممثل الوحيد للفلسطينيين، ما أدى إلى استمرار الاحتلال وقويت شوكته، وعجزت المنظمة عن تحرير شبر واحد بل تنازلت عن معظم فلسطين لليهود وتفاوض على الباقي في اتفاقيات مذلة رفعت الأعباء الأمنية والسياسية والمالية عن الاحتلال وجعلته أرخص احتلال في التاريخ، وفي الوقت نفسه تحفظ السلطة أمن الاحتلال، وتفرض على الناس الإتاوات وتنهب أموالهم للحفاظ على وجود السلطة الحامية ليهود.

وأما حديث عباس عن "الحروب السياسية والقانونية" فإن هذا من عجائب الزمان، لأن هذه الحروب الخيانية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية أدت إلى تثبيت شرعية كيان الاحتلال اليهودي في الأمم المتحدة والمحافل الأخرى بطلب "ممثل الفلسطينيين" أي كأنها بطلب من أهل فلسطين بعد أن كانت تفرض فرضا عليهم من الدول الاستعمارية ويرفضها أهل فلسطين وعامة المسلمين.

وفي الوقت الذي تحتفل فيه السلطة بالانتصارات الخيانية يعمل كيان يهود على تثبيت نفسه على الأرض والبناء عليها وتهجير أهلها وتهويد القدس وكافة المقدسات، ويعمل الاحتلال والسلطة على زيادة معاناة الناس وقتلهم والتضييق عليهم في أرزاقهم ومزارعهم ومصانعهم، وإخضاعهم للقبول بجميع سياسات الاحتلال والسلطة والقبول بتنازلات السلطة المذلة عن فلسطين وأهلها لصالح اليهود.

وبعد كل هذا يدلس عباس ويقول: "أن أشقاءنا العرب وضعوا خطة استراتيجية للدفاع عن القدس ورصدوا مبالغ مالية لدعم صمود أهلها"، فهل الخطط الاستراتيجية تكون من خلال دفع فتات الأموال للسلطة ورجالاتها أم من خلال إعداد الجيوش وتحريكها نحو فلسطين وتحريرها كاملة من براثن الاحتلال وإعادتها إلى سلطان الإسلام والمسلمين؟!، ولكن هذا شرف عظيم لا يناله إلا عباد الله الذين أخلصوا لدينهم وأمتهم ويصلون ليلهم بنهارهم لإعادة سلطان الإسلام في خلافة راشدة على منهاج النبوة وإننا نراها قريبة بإذن الله وبشائرها تلوح في الأفق.

28-1-2013