تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية خبر المصادقة على تقرير غولدستون باهتمام بالغ، وترحيب من قبل أنظمة عربية وجهات فلسطينية رسمية وفصائلية متعددة، حتى اعتبره بعضهم "انتصارا"، فيما تسعى دولة يهود لإجهاض حمل "غولدستون" قبل أن يتمخض عنه أي إزعاج حقيقي ليهود في المحافل الدولية. 
وإزاء ذلك نقول:
صحيح أن هذا التقرير يُسهم في كشف إجرام الكيان اليهودي أمام شعوب العالم، ويشير إلى تنامي الكراهية لهذا الكيان بسبب فساده وإفساده وإهلاكه الحرث والنسل، وصحيح أن نتيجة التصويت عليه تدل على أن شعوب العالم بدأت تعي حقيقة هذا الكيان الإجرامي المعادي للإنسانية، إلا أن ذلك لا يعني أن تنحرف جهود المسلمين، عن أعمال التحرير الحقيقية، كما لا يعني أن يفسُد إدراكهم للخطوات الجادة المؤدية إلى خلع هذا الكيان اليهودي من جذوره. والأهم من ذلك أن لا يختل مفهوم "النصر والانتصار"، في أذهان المسلمين فيرونه في البيانات والتقارير، والمضايقات لكيان يهود، بدلاً من أن يروه في دك الحصون وسحق الغزاة وتحرير المقدسات.
 
فهذا التقرير لا يعدّ شيئاً على صعيد القضية الحقيقية، قضية تحرير فلسطين، أضف إلى ذلك أن القوانين الدولية التي بني على أساسها التقرير، تجعل من كيان يهود كياناً شرعياً، وتجعل العمل على إزالة هذا الكيان (أي تحرير فلسطين) عملاً عدوانياً مرفوضاً.
 
إن مشاعر البغض المتنامية عالميا ضد هذا الكيان اليهودي يجب أن تحفّز المسلمين نحو التمسك بمشروع التحرير الكامل واجتثاث هذا الكيان المجرم من جذوره، وأن لا يكون التعاطي مع التقرير غطاءً لستر عورة السلطة الفلسطينية في رعايتها لمصالح يهود، ولا أن يكون ذلك تمهيدا لالتقاء الفصائل الفلسطينية على مشروع سياسي يرسّخ أقدام دولة يهود في هذه البقعة الطاهرة من بلاد المسلمين.
إن قضية فلسطين ليست معركة علاقات عامة في المحافل الدولية، ولا قضية قانونية في المحاكم الجنائية، بل هي حرب اجتثاث وجودية لا تبقى من هذا الكيان شيئا ولا تذر. وتلك الغاية لا تتم إلا بوقوف الأمة وقفة عملية جادة مع مشروع الخلافة التي تحرّك جيوش المسلمين.
"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"
18/10/2009