تعليق صحفي

الاتحاد الأوروبي عدو يسعى لتثبيت كيان يهود وإن غلّف ذلك بالإدانات الفارغة!!

 أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27، في بيان أصدروه "الاثنين" في نهاية اجتماعهم بمدينة بروكسل، قرارات الحكومة "الإسرائيلية" الأخيرة القاضية بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية عموما والبناء في منطقة "E1" خصوصا، واعتبرها تقوض فرص التوصل لحل الدولتين. وجدد بيان الاتحاد الأوروبي "التزام الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على أمن اسرائيل على خلفية التهديدات القائمة في المنطقة، مؤكدا معارضة المجموعة الأوروبية لكل من يلجأ الى العنف لتحقيق أهداف سياسية ."

ينظر الاتحاد الأوربي إلى كيان يهود على أنه كيان أصيل معترف به، له حدوده ولا طعن في شرعية وجوده، ومن هذا المنطلق فإنه يوّجه له بعض الانتقادات لتصرفاته التي قد تلحق الضرر بمشروع التسوية المتمثل في "حل الدولتين"، وهو الحل الذي يكرّس وجود كيان يهود ويضفي شرعية دولية على اغتصابه للأرض المباركة ويضمن المصالح الغربية في المنطقة.

لقد غلّف الاتحاد الأوربي حرصه على كيان يهود ومحاولته لغرس الأوهام على أنها حقائق سياسية، غلّف ذلك بإدانات واستنكارات لا تسمن ولا تغني من جوع بل تصب في خانة التأكيد على أن كيان يهود كيان أصيل في بلادنا، وعلى الرغم من تفاهة تلك الإدانات فإن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أية خطوات عملية ضد كيان يهود، وأنّى للأفعى أن تلدغ نفسها؟!،  مكتفيا بالقول "بأنه سيتابع عن كثب تطورات الوضع وأبعاده وسيعمل وفقا لهذه التطورات ".

إن التأكيد على الالتزام بأمن كيان يهود وعدم قبول تهديد ذلك الكيان الغاصب، هو رسالة واضحة تكشف حقيقة موقف الاتحاد الأوروبي من قضية الأرض المباركة، فالاتحاد الأوروبي يرى أحقّيّة وشرعية وجود كيان يهود على الأرض المباركة، ويقفز إلى خطوة متقدمة في عدائه للأمة الإسلامية فيجدد التزامه بالحفاظ على أمن كيان يهود المغتصب للأرض المباركة ومقدساتها، ويعتبر مجرد التصريح بعدم أحقّيّة كيان في الوجود "أمراً غير مقبول".

إن الاتحاد الأوروبي عدو للأمة الاسلامية، وهو –بريطانيا على وجه الخصوص- من أوجد كيان يهود في فلسطين ورعته أمريكا لاحقاً، وعلى هذا الأساس يجب أن يتعامل معه، وما يقدمه من دعم للسلطة الفلسطينية لا يأتي إلا في اطار خدمة مشروعهم ورؤيتهم السياسية لبلادنا وعدائهم البغيض للأمة الإسلامية وحرصهم على وجود كيان يهود وتأمين حدوده والسهر على حمايته.

إن تعلق السلطة ومفاوضيها وبعض المرتهنين للغرب والمخدوعين به بإدانات الاتحاد الأوروبي وبغيره من الدول، واعتبار ذلك إنجازاً وتقدماً، هو تعلق بالسراب وارتهان وتبعية لأعداء الأمة الذين يدعمون كيان يهود ليل نهار ويجاهرون بحرصهم على أمنه، وإن انتظار الاتحاد الأوروبي وغيره من الهيئات ليغير من واقع اغتصاب الأرض لصالح الأمة الإسلامية ...محض خيال ووهم يدل على أن صاحبه قد انسلخ كليا عن أمته وعن ثقافة المسلمين وتصوراتهم للحل.

إن تصورات الأمة الإسلامية تنبع من عقيدتها وهي لا ترى حلاً لقضية الأرض المباركة إلا بالتحرير الكامل واقتلاع كيان يهود من جذوره مرة واحدة وإلى الأبد، وكل من يعتقد بأحقية وشرعية وجود كيان يهود الغاصب، وإن أدان بعض تصرفاته، يضع نفسه في مواجهة حتمية مع الأمة الإسلامية التي تقترب من استعادة سلطانها بإقامة الخلافة الراشدة التي ستحرر الأرض المباركة وتحاسب كل من فرّط او تآمر عليها.

11-12-2012