تعليق صحفي

الاعتداء على غزة بين المجاملات والمساعدات والتحرير

أوضح رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس وزراء حكومة غزة  أمس أثناء زيارته لغزة المنكوبة بعدوان يهود عليها ما مضمونه: الوصول إلى هدنه مع يهود لوقف العدوان، والدعوة إلى توحيد الصف الفلسطيني، وتقديم أنواع من المساعدات تبدأ بالمساعدة الطبية، والإتصال بدول العالم للضغط على يهود لوقف العدوان، ودعم الفلسطينيين حتى تحقيق السلام العادل والدائم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف

 والناظر في الزيارة ومضمونها بعقلانية، ودون عواطف ومجاملات، وبلا تغني بالعلاقة الخاصة بين مصر وأهل فلسطين، يجد أن سقفها لا يتعدى إدارة العدوان، والتكيف مع توابعه ونتائجه، ولا يصل من قريب أو من بعيد لحل مشكلة العدوان أي مشكلة الإحتلال، فماذا يعني الوصول إلى هدنة كانت قبلها هدن لم تحفظ دماء ولم تحفظ أرضا!!، وماذا يعني تقديم المساعدة للمصابين في ظل استمرار العدوان اليوم وفي كل وقت!!! وماذا يعني دعم أهل فلسطين حتى تحقيق السلام العادل والدائم بزعمهم، ويهود لم ولن يلتزموا لا بقرارات شرعية دولية ولا باتفاقات دولية "على ظلمها"  بل كلما عاهدوا عهدا نقضوه!!! وماذا يعني توحيد الصف الفلسطيني بمعزل عن وحدة المسلمين ونصرتهم؟ .

إن موقف مصر بعد الثورة لا يتعدى المجاملات والأمور التجميلية ولا يقترب إلى حل مشكلة فلسطين كما يفترض، ولا يصل حتى إلى الضغط الفاعل بتهديد مصالح يهود مثل إلغاء كامب ديفيد وقطع العلاقات نهائيا مع يهود، أو حشد القوات على الحدود للتهديد بالحرب إذا استمر العدوان،  بل سقف ما تقدمه مصر لأهل فلسطين هو اتصالات مع أطراف دولية يقاتلنا اليهود بسلاحهم ويظاهرون يهود على إخراجنا من أرضنا، سقفه قرارات شرعية دولية ظالمة يحرم الاحتكام إليها }أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ{،  ومساعدات إنسانية قد يقدمها الصديق والعدو، وهذا الموقف لن يوقف عدوانا ولا يسمن ولا يغني من جوع، بل يُبقى الإحتلال جاثم على الأرض المقدسة يزرع الرعب فيها، ويعمل فيها قتلا وهدما وتدميرا، وأهل غزة كانوا يتوقعون من مصر بعد الثورة أن تحرك جيوشها لنصرتهم.  

الكل يجمع على أن المشكلة الحقيقية في اعتداءات الاحتلال المتكررة الذي يقتل النساء والأطفال والشيوخ ويدمر البيوت ولا يحسب لأحد أي حساب، فعلها مرارا وتكرارا لأنه لم يجد من يسقيه نفس الكأس من العذاب، والكل يعلم ويردد أن الحل هو في إزالة هذا الاحتلال الذي لا يفهم غير لغة القوة، فأهل غزة المعتدى عليهم لا تنفعهم مجاملات المجاملين، ولا يقبلون أعذار القادرين على الفعل  من حكام المسلمين من مثل الحفاظ على التوازن الدولي، وعدم الإقدام على فعل غير مدروس النتائج، والظروف غير مواتية، وعلينا الاستعانة بالأجنبي لأن بيده الحل، لا حل لفلسطين إلا بالشرعية الدولية، كل هذه الأعذار هي أعذار أقبح من ذنب، ولن تنفع قائلوها أمام الله عندما يحاججهم طفل يحمل دمه يوم القيامة قائلا لهم: ماذا فعلتم بمن قتلني؟!، ولماذا بررتم أعمال حكام الجوار مجاملين أو مزينين لما يعملوه؟!،

 ولماذا قبلتم الرضا بالذي هو أدنى مثل المساعدات والمواقف المحسوبة من الذي هو خير وهو قتال من يقتل المسلمين من أهل فلسطين؟.

إن أهل فلسطين ينتظرون من حكام مصر أن يتصرفوا  وفق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله"، ووفق الحقيقة القائلة: أن فلسطين مسؤولية المسلمين جميعا وليست مسؤولية أهل فلسطين فقط قال تعالى: )وَإِنِاسْتَنْصَرُوكُمْفِيالدِّينِفَعَلَيْكُمُالنَّصْرُ) فهلا استجاب حكام مصر وحركوا الجيش المصري العظيم؟.

 وليعلم يهود أن اليوم الذي يعود فيه المسلمون أمة واحدة ودولة واحدة تحكم بخليفة واحد يحرك جيوش المسلمين لاقتلاع كيانكم من الأرض المباركة بات قريبا بإذن الله، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.

(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُوَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)

17/11/2012