تعليق صحفي

مؤتمر لنصرة نظام بشار المجرم، لن ينصر القدس ولن يحرر الأرض!!

 بدأت في دمشق فعاليات مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس الذي تقيمه وزارة الأوقاف السورية بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمشاركة علماء من سورية والأردن وفلسطين ولبنان.

ويناقش المؤتمر محاور منها: "قضية القدس في ميزان القوانين والأعراف الدولية،...ودور سورية المقاوم والممانع في الدفاع عن القدس والأراضي العربية المحتلة، ...أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية...وتوحيد جهود علماء بلاد الشام في مكافحة التطرف والطائفية...".

وللتعليق على هذا الحدث نذكر الأمور التالية:

1.       إن الذي ضيّع الأقصى وفلسطين كاملة ومعها الجولان هم الحكام بتآمرهم مع يهود وتقديمهم لبلاد المسلمين لقمة سائغة لهم، ونظام الأسد الأب ومن بعده ابنه صاحب دور محوري في هذه الخيانة، ولا زال هذا النظام يحرس حدود يهود حتى هذه الساعة على أتم وجه. أفبعد ذلك يأتي هذا النظام المجرم يتغنى "بالمقاومة" وبالأقصى ونصرته؟

2.       إن الحديث الممجوج عن دور النظام السوري "الممانع" و"المقاوم" بات مفضوحاً أكثر من أي وقت مضى ومنتهي الصلاحية، فقد تكسرت تلك الدعاوى على أعتاب ثورة أهل الشام، وظهر للعيان كيف يستخدم هذا النظام المجرم اعتى آلات القتل والتدمير بحق شعبه بينما يترك يهود يعيثون في الجولان وفلسطين الفساد ولا يحرك ساكناً لردعهم بل يحمي حدودهم. ولن يفلح تمسح النظام بالقدس في خداع الناس الذين أدركوا حقيقته وشاهدوا اجرامه، والمسلمون جميعا يصطفون مع إخوانهم في الشام ضد هذا النظام المجرم العميل ويناصبونه العداء ويتطلعون لزواله عمّا قريب بإذن الله.

3.       إن تحرير فلسطين ونصرة الأقصى تكون بتفعيل دور الجيوش الحقيقي في استعادة الأرض والمقدسات وحمل الاسلام بالجهاد، فالتحرير لا يحتاج لعقد مؤتمرات تتحدث عن القوانين الدولية وتجتر الحديث اجتراراً، فالسيف أصدق إنباءً من مؤتمراتهم. ويدرك العلماء ذلك أكثر من أي شخص آخر. ويدركون أن نظام الأسد المجرم يتخذ من القدس والأقصى شمّاعة وأن آخر ما يفكر فيه نظام الأسد الذي يقصف المساجد هو مقدسات المسلمين.

4.       إن عقد هذا المؤتمر في دمشق وفي هذا الوقت الذي تستعر فيه المجازر وتشتد وطأة القتل، يراد منه تسخير العلماء لخدمة أجندات النظام الإجرامية، ومحاولة إلباس المجازر الوحشية ثوباً شرعياً، وإن حضور بعض العلماء لهذا المؤتمر في هذا الوقت الذي تعوم سوريا على بحر من الدماء الزكية، هو شهادة زور لهذا النظام  المجرم القاتل، ستسود صحائف هؤلاء العلماء أمام الله وأمام الأمة.

فبدل من أن يقول العلماء كلمة حق أمام سلطان جائر مجرم أراق دماء المسلمين وانتهك حرماتهم ودمر مدنهم وقراهم، ويحرضوا جيوش المسلمين على نصرة إخوانهم في الدين والإطاحة بنظام الأسد المجرم ليوقفوا حمام الدم، يحل هؤلاء العلماء في ضيافة هذا النظام ويقعدون مقاعد الذل ليلبسوا على الناس دينهم ويفكوا عزلة هذا النظام ويضفوا عليه الشرعية!!!.

5.       إن الدماء التي تراق هي أعظم عند الله من هدم الكعبة، ولقد كان حرياً بهؤلاء العلماء أن يثوروا لله ولحرماته، وإذا كان الحرص على الأقصى يهمهم فقد كان الحرص على دماء المسلمين التي تراق بجوارهم وامام ناظريهم أشد وأبلغ، فهل كانت "غيرتهم" على الأقصى غيرة لله أم غيرة مسيسة؟!

6.       إننا نذكر العلماء بمسؤولياتهم وأمانة العلم الذي حملوه وبالميثاق الذي أخذه الله عليهم، ونذكرهم بواجب العمل على تخليص المسلمين من الأنظمة الجبرية التي تحكم بالطاغوت وإقامة الخلافة التي تقيم الدين وتوحد المسلمين، ودورهم في تحريض الجيوش على نصرة المسلمين في سوريا لتعود الشام عقر دار الإسلام فتعدّ العدة لتحرير الأقصى وفلسطين.

إننا نذكرهم بتقوى الله عز وجل في دينهم وفي أمتهم، فلا تكونوا أيها العلماء كمن قال الله فيهم (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وفي ذلك الخسران المبين، وكونوا كمن قال الله فيهم (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) كونوا أحفاد الإمام احمد والعز بن عبد السلام وابن الجوزي، وفي ذلك الفوز المبين.

11-4-2012