تعليق صحفي

أمريكا  تقتل المسلمين وتحتل أرضهم وتنهب ثرواتهم وتحرض على قتلهم وتتبرأ من الجريمة!!

 أعلنت الشرطة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أنها فتحت تحقيقا للوقوف على ملابسات حادث مقتل امرأة عراقية بعد تعرضها للضرب المبرح، والذي يشتبه في أن تكون الأسباب من ورائه بدافع الكراهية للعرب، وقد أفادت بأنه تم العثور على القتيلة فاقدة الوعي في إحدى غرف منزلها وذلك عقب تعرضها للضرب بآلة حادة على رأسها، وبجانبها ورقة كتب عليها عبارة تهديدية تقول "ارحلي إلى بلدك أنت إرهابية".

وقبل ايام من هذه الجريمة  قرر الجيش الأمريكي عدم معاقبة أي من جنوده بشأن غارة للناتو أسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا في نوفمبر الماضي.

لقد سلكت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة كل الطرق التي تؤدي إلى التحريض على المسلمين وقتلهم، فأصبحت تهمة الإرهاب لصيقة بكل مسلم، وشنّت حرباً تحريضية على الإسلام والمسلمين جعلت من خلالها المسلمين وحوشا ضارية تقتل بلا سبب، وصوّرت المسلم مجرماً متخلفاً عنيفاً مضطهداً للمرأة، لا رحمة في قلبه ولا رادع يردعه.

 ومارست أمريكا القتل بالجملة والتعذيب الوحشي ضد المسلمين حتى أصبح قتل المسلمين عملا لا يستحق أي عقاب والإقدام عليه لا يُعد جريمة، وشرّعت الاغتيال ورمي الجثامين الطاهرة في البحار، وبال جنودها على جثث المسلمين وحرقوا مصاحفهم وخرجوا سكارى من معسكراتهم في أفغانستان ليقتلوا العزل بدم بارد.

كل ذلك بعد مرورهم ببغداد والفلوجة التي استخدموا فيها أسلحة قتلت الأحياء وشوهت الأجنة في بطون الأمهات  فأصبحت نساؤها "يرتعبن من فكرة الحمل فالفلوجة تدفن يوميا 4 أجنة مشوهة نتيجة استخدام الأميركيين الذخائر المشعة"، وعربد شواذ جيشهم في سجن أبو غريب وغوانتاناموا اغتصابا وتعذيبا وامتهانا لكل القيم الانسانية.

فالولايات المتحدة الامريكية هي المسؤولة الأولى عن هذا القتل المستعر في المسلمين في أنحاء العالم، فهي التي حرضت والقت التهم ومارست القتل وقللت من قيمة دماء المسلمين وجعلت من الاعتداء عليهم وقتلهم مساهمة محمودة في "الحرب على الإرهاب" وهي الرخصة التي يقتل بها المسلمين وتستباح بها أعراضهم ومقدساتهم وبلادهم وثرواتهم في العالم بشكل وحشي مفزع يفتقر إلى أي منطق أو إنصاف.

فأي منطق يجعل من أمريكا، المحتلة للأرض والناهبة للثروات والقاتلة للشعوب والمدمرة للأخلاق والمنتهكة لكل القيم الإنسانية، دولة متحضرة، ويحيل تلك الشعوب المحتلة المنهوبة المعذبة إلى "إرهابية" تستحق القتل؟!.

إن المنطق الوحيد الذي تحتكم إليه الولايات المتحدة الأمريكية هو ذلك المنطق الشاذ الوحشي المسمى بالرأسمالية التي تغذّي في البشر العنصرية والتعصب العرقي وتجعل من الدول أدوات في أيدى حفنة من رؤساء الأموال لا يهمها إلا جمع الأموال وتكديسها، فحركت جيوشها وقصفت ودمرت واستعبدت الشعوب ومصت دواؤهم حتى تغذي مصانعها بالمواد الأولية، وتجعل من البشر عبيدا لمنتجاتها، تلك هي الرأسمالية المتوحشة وذلك هو منطق أمريكا المعوج.

فالقتل والعنف والاغتصاب وانتهاك المحرمات والمقدسات وغياب القيم الإنسانية نتيجة حتمية لتجبر الولايات المتحدة و تطبيق الرأسمالية كمبدأ يتحكم في العالم، فكيف لأمريكا والغرب أن يستنكر العنف ويدين القتل أو يستغرب الجرائم ضد الآمنين والمستأمنين في ديارهم؟! أم أن مثلهم:

﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾

إن الإنسانية باتت في عذاب عظيم جراء غياب العدل، وهي  بحاجة إلى من يقدم لها البديل الذي يضمن العدل ويترفع عن العنصرية والبطش وشرعنه القتل واقتسام الثروات بين المستعمرين على حساب دماء الشعوب وآهاتهم، ولن يضرب العدل أطنابه في الدنيا ولن تصان دماء المسلمين وغيرهم من المظلومين إلا ببزوغ فجر دولة الخلافة التي ستطبق الإسلام فتقتلع جذور المستعمرين وأعوانهم وتحمل الإسلام رسالة نور وعدل للعالم، فتعود للإنسانية القيم التي فقدتها في ظل توحش الرأسمالية وماديتها، فلا يقتل مستأمن ولا يعادى ذمي، ولا تُهدم صومعة، ولا يُقتل طفل أو امرأة، ولا تقتلع شجرة، ولا يفتن أحد عن دينه، ولا فضل لأبيض على أسود ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى، ذلك هو عدل الإسلام وتلك هي أمريكا والرأسمالية، فأي الفريقين أحق أن يكون في صدارة العالم؟؟؟.

27-3-2012