تعليق صحفي:

لماذا يتوددون إلى قادة الضرار في زمن الثورات وخلع الحكام ؟

أثارت زيارة رئيس وزراء سلطة حماس إسماعيل هنية لإيران استهجانا واسعا لدى كثير من المراقبين، وقد توجت زيارته تلك طواف أتمه على دول الضرار في الخليج، التي يجاهر بعضها بعلاقته مع كيان يهود وباستضافته للقواعد الأمريكية على أراضيه كقطر، وبعضها الآخر تمرس في قمع أهلها وإذلالهم كالبحرين.

تمت زيارة هنية لإيران ومقابلة المسئولين الإيرانيين في ظل أجواء القتل والتنكيل بالمسلمين في سوريا، حيث وقف النظام الإيراني خط دفاع عن النظام المجرم في سوريا، يدعم نظام سوريا في قتل الأطفال والشيوخ، فكأن شعارهم المدّعى قد صار محور المؤامرة بعد محور الممانعة.

إن الممانعة أو دعم المقاومة التي يفاخر بها قادة طهران لم يشاهدها المسلمون لا في حرب غزة التي حدثت في ظل سلطة حماس، ولا ظهرت تلك المقاومة في حرب لبنان، ولا ظهرت في الحرب على العراق ولا في أفغانستان، عندما كان "الشيطان الأكبر" فوق إيران وتحتها. بل هي تظهر اليوم في سوريا ضد الناس العزل الذين يهتفون "هي لله....هي لله"، وضد الذين يخرجون من مساجد الله بعيد الصلوات يقولون "على الجنة رايحين شهداء بالملايين"، وضد الذين يعلنونها صارخة "لن نركع لغير الله"، وضد الذين يطالبون بقلع نظام العبث والفجور، وهذا النظام المجرم يسانده نظام الجور في إيران، الذي لا يختلف حاله كثيرا عن بقية الأنظمة التي في طريقها للزوال.

وهنا يبرز التساؤل السياسي أمام زيارة هنية لإيران: لماذا تتوددون يا قادة سلطة حماس لهذا النظام الإيراني المشارك في التآمر على المسلمين؟ ويبقى السؤال الآخر قائما إلى متى تستمرون في بناء الجسور مع حكام الضرار الذين سبق لهم التآمر على قضية فلسطين وهم يسهمون بالقبول بحصار أهل غزة ويصرون على التخلي عن مسئوليتهم نحو قضية فلسطين؟

تأتي هذه المواقف المناقضة لزخم الأمة في الوقت الذي تترنح فيه الأنظمة الجبرية الكاذبة سواء أكانت تلك "الممانعة" أم الأخرى المعتدلة. إن هذا النهج –إن لم يتم تداركه- هو كشف عن "عدوى" ممانعة فارغة كأن سلطة حماس تسمح لأن تصاب بها.

ولعل في كلمات أهل سوريا غصة تحشرج حناجرهم وتذيقهم طعم المرارة وهم يكتبون الكلمات، فقد نشر عدد من صفحات الثورة في سوريا ومنها صفحة كلنا الشهيد الطفل حمزة علي الخطيب محاسبة سياسية قوية لهنية جاء فيها:

"عندما ترفع إشارة النصـــر مع قاتــل الأطفـــال و داعم الســـفاح !

فاعلم بأنه نصـــــــــر المصـــــــــــــــــالح !!!

والتاريخ لا ينســــى أصحاب المصــالح

 

عندما ترفـــــع إشارة النصــــر هنـــاك و هنـــا في بابا عمرو الصواريخ الإيرانية تقصف أطفالنا !

فاعلم بأنه نصر على حساب دمائنا !!

ويا حيـــــــــف ! يا حيف عليكم إيران ترسل 15 ألف جندي لقتلنا وانتم ترفعون علامة النصر ! عن أي نصر تتحدثون ؟؟؟ وبأي نصر تتفاخرون ؟؟؟

والله والله والله لتسألون ."

17/02/2012