تعليق صحفي

نتنياهو اختار الاستيطان والإجرام ... فماذا اخترتم أنتم ؟

 طالب أمين عام الرئاسة في رام الله، الطيب عبد الرحيم، بدور أوروبي أكثر فاعلية لإنقاذ مسيرة السلام التي تمر بمنعطف خطير، جراء سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي أفشلت كل الجهود الدولية الرامية لإنقاذ المسار التفاوضي، وجدد استعداد القيادة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات مباشرة، مشددا أن على نتنياهو "أن يختار ما بين السلام أو الاستيطان".

ليس من بلادة أكبر من بلادة تلك الفئة المسماة قيادة، وهي مفروضة على أهل فلسطين وتختطف القضية من حضن الأمة وتصر على دفعها نحو المسار السياسي القائم على التخاذل والتفريط، إذ تستمر في استجداء التدخلات الدولية لغاية "إنقاذ المسار التفاوضي"، وهي لا تدرك المعادلة السياسية الحالية في انشغال أمريكا –المحرك الرئيس للمسار التفاوضي- في مرحلة الانتخابات، عدا عن تورطها في ملفات مهددِة لنفوذها: منها التحدي الجذري المتمثل في ثورات المسلمين، إضافة إلى تحديات تدخلاتها العسكرية الفاشلة في بلاد المسلمين وأزماتها الاقتصادية المتتالية.

وإن البلادة السياسية لتلك "القيادة!" قد أعمت عيونها عن حدود تحرك أوروبا ضمن ساحة اللعب التي تديرها أمريكا حول قضية فلسطين، فتستمر تحركاتها السطحية على نهج غلي الحجارة بالماء، لتوهم أهل فلسطين بطهي العشاء.

وبسخف سياسي، تخيّر –تلك القيادة البليدة- رئيس الكيان اليهودي بين السلام الذي يحفظ أمنه وبين الاستيطان، الذي يستخف من خلاله بهذه القيادة وبمن ورائها، كيف لا وهي "قيادة" رضيت بالقعود عن عظائم الأمور، وتشربت مفاهيم الذلة، وكشفت عن منطق الاسترزاق من خلال "إدارة" ملفات تفاوض سخيفة، تأكّد فشلها بعد بطلانها.

إن قادة اليهود مستمرون في تمريغ وجوه هذه القيادة بالتراب، وفي تسفيه "أحلامهم" وتصغير شأنهم- فوق ما هو مصغّر- ومع ذلك فلا تتحرك فيها مشاعر الغضب، ولا تفقه لغة التهديد الحقيقية، لأنها انسلخت عن ثقافة الأمة وارتمت في أحضان الكافر المستعمر، فأنى لها أن تغضب لله  ! وتهدد كما يهدد عباد الله ! ثم تنفذ كما ينفذ جند الله !

فهل تصمت الناس عن مثل هذه البلادة وعن هذه القيادة ؟ أم تعلي صوتها ضد هذا المشروع الأمني وضد اختزال قضية فلسطين في بلدية كبيرة تسمى دولة تديرها الناس من جيوبها وتدفع فيها أجر من يقمعها ؟

5-2-2012