تعليق صحفي

ما الذي تخشاه بريطانيا سوى ضياع مصالحها وفقدان أمن يهود!!

حذرت بريطانيا الاثنين -على لسان رئيس وزرائها ديفيد كاميرون- من أنّ الوقت ينفد أمام حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، ونددت بـالنشاط الاستيطاني "الإسرائيلي".

بعيداً عن ألهية المفاوضات الجارية حالياً في عمان، والتي وصفت بالمفاوضات الاستكشافية، في دلالة على عدم أهميتها وأنها تعقد لمجرد إدارة ملف القضية خشية تفاقم الأوضاع في فلسطين وتأثيرها "سلبياً" (من وجهة نظر غربية) على مجريات الربيع العربي الذي يجتاح المنطقة، تؤكد هذه التصريحات مرة أخرى أنّ مشروع الدولة الفلسطينية هو مشروع غربي استعماري وإن تشدق بها عباس وزمرة السلطة المنتفعون المرتمون في أحضان المستعمرين.

وإلا فما الذي يقلق كاميرون ويدفعه للخشية من نفاد الوقت أمام مشروع حل الدولتين؟ هل هو شفقته على أهل فلسطين المساكين وحرصه على تحرير أرضهم ومقدساتهم؟ أم حرصه على تحقيق العدل وتعميم "السلام" في المنطقة؟!!

إنّ مما لا شك فيه أنّ بريطانيا صاحبة سجل أسود بحق المسلمين وهي عدوة لهم، ويزداد هذا السجل جرماً وعدواناً إذا تعلق الأمر بفلسطين، فبريطانيا هي من أعطت اليهود وعد بلفور ومنحتهم كياناً في فلسطين المحتلة، وهي من رعت كيان يهود على عين بصيرة، وهي من سخرت الحكام العرب التابعين لها لأجل حماية يهود وترسيخ كيانهم، فهل يظن عاقل أنها حريصة على أهل فلسطين؟! أو ينخدع سياسي بمعسول تصريحات كاميرون عن الاستيطان؟! إنها لسخافة سياسية وتسطيح للمواقف والتصريحات.

إنّ أقل ما يقال بحق بريطانيا وموقفها من فلسطين أنّ كيان يهود هو خطيئة من خطاياها، وأنها أس لكل جرائمه وسبب رئيس فيها، لذا فكلام كاميرون هو محض هراء. ويدرك كل واع مخلص أنّ حرص كاميرون وأوباما من قبله على حل الدولتين ينبع من حرصهما على أمن يهود ومن نظرتهما للدولة الفلسطينية "المرتقبة" التي نبتت على أموال السحت السياسي من "المانحين" المستعمرين لتستكمل مسيرة السلطة الأمنية في حفظها لأمن يهود وقمعها لكل من يفكر بإلحاق الأذى بهم، وبعبارة محمود عباس "لإنهاء عذابات يهود".

إنّ الإرتماء في أحضان الكافرين المستعمرين هو انتحار سياسي، والركون إليهم وخطب ودهم جريمة لا تغتفر، ولا يغرنّ المستعمرين دوام ارتماء أذنابهم في المنطقة في أحضانهم فهؤلاء لا يمثلون تطلعات الشعوب التي تبغضهم وتبغض تبعيتهم، وليعلموا أنّ زمانهم قد أفل، وأنّ الشعوب الاسلامية في البلدان العربية باتت تستجمع أمرها وسرعان ما ستستعيد سلطانها المغصوب وتتخلص من النفوذ الغربي الاستعماري بصورة نهائية وتتخلص من زمرة الحكام التابعين له، وحينها لن يكون لكاميرون ولا لأوباما حديث يذكر أو رأي أو قرار في أرض المسلمين ومقدساتهم، وسيعض الموالون لهم -الذين جعلوا من أعدائنا حكمنا في قضايانا- أصابع الندم، ولات حين مندم.

(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)

17-1-2012