تعليق صحفي

جيش يهود يسعى إلى زيادة نفوذ السلطة الفلسطينية وبمساعدة النظام الأردني!!

 طلب كبار الضباط في الجيش "الإسرائيلي" من الحكومة "الإسرائيلية" تقديم تسهيلات في الضفة الغربية، "بهدف زيادة نفوذ السلطة الفلسطينية.. وذلك للحفاظ على الوضع القائم في الضفة الغربية"، مع تأكيدهم على "أنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية لا زالت تتمتع بالقوة وتقوم بدورها بشكل جيد، خاصة أنّه سينضم خلال الأسابيع القادمة عناصر الكتيبة الثامنة لهذه الأجهزة بعد انتهاء تدريباتها في الأردن".

يأتي هذا الطلب من كبار الضباط في جيش يهود ليعلن وبصراحة فجة أنّ السلطة الفلسطينية مصلحة كبيرة وأداة طيعة بيد كيان يهود، تقوم بوظيفتها الأمنية في حماية يهود والسهر على أمنهم على أكمل وجه، فهي الكتيبة المساندة لجيش يهود، لذلك استدعى الأمر بنظر يهود تقديم "التسهيلات لها".

وقدم ضباط يهود مبررين أساسين لتقديم التسهيلات:

الأول: للحفاظ على الوضع القائم.

والثاني: لأن السلطة تقوم بدورها.

فكيان يهود يعيش في أمن وأمان في هذا "الوضع القائم"، الذي يسعى للحفاظ عليه وبأرخص التكاليف، فالمستوطنات تحرسها الأجهزة الأمنية، والمستوطنون تسهر السلطة ورجالها على أمنهم، وطواقم من مخابرات السلطة ومندوبيها تتجسس ليل نهار وتجمع المعلومات وتحصي الأنفاس على كل من يفكر بالمساس بكيان يهود. وعلى الصعيد السياسي فاعتراف وإضفاء شرعية على كيان غاصب محتل، فقد صرح رئيس السلطة وكرر مرارا بأنّه لا يحاول نزع الشرعية عن "إسرائيل". وهذا ما يشكل واقعا أمنيا وسياسياً لم يحلم بتحقيقه أي محتل، ولا يمكن أن نجد لها مثيلا في التاريخ، فكان لا بد ليهود من الحفاظ عليه وتقديم التسهيلات للقائمين على تثبيته.

والسلطة في هذا الواقع الغريب "تقوم بدورها بشكل جيد"، فهي الأداة التي صنعت هذا الواقع  وتتفانى في تثبيته، فهذا الواقع هو أساس وجودها ومعيار نجاحها، فتقتحم البيوت وتروع المسلمين، وتقتل تحت التعذيب، وتعتقل وتسلم لليهود كل من تشك أنه حاول أو فكر في مقارعة يهود أو جهادهم، وتحارب الإسلام وأفكاره، فتعتقل الدعاة وطلاب الجامعات المخلصين، وتحرس المباريات النسائية والمناهج الكفرية ...  كل ذلك في سبيل أن تحظى بتقدير "جيد" من ضباط الجيش اليهودي ليقدموا لها التسهيلات، وليكافئوا رجالها ببطاقات الVIP، وليعطوهم التصاريح للاستجمام في سواحل فلسطين المغتصبة كثمن لما يؤدون من خدمة عظيمة لكيان يهود.

أما النظام الأردني فحريص على تثبيت هذا الوضع القائم الذي يضمن عيش يهود واستمرار وجودهم، ويعزز دور السلطة في الحفاظ على هذا الوضع، فيدرب الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تتبنى التفريط بالأرض، فقد جاء في كلمة لضابط فلسطيني كبير أمام خريجي الدورات التدريبية وهو يتحدث إليهم في اجتماع لهم  في الأردن:"لم تأتوا إلى هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل، بل جئتم إلى هنا لتتعلموا كيف تحفظون النظام وتصونون القانون، وتحترمون  حقوق جميع مواطنيكم، وتطبقون حكم القانون من أجل أن نتمكن من العيش بأمن وسلام مع إسرائيل."

والسر في اختيار النظام الأردني لتدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية صرح بها  الجنرال الأمريكي دايتون باختصار عند إجابته على ذلك السبب فقال: "يمكن أن تتساءلوا. لماذا الأردن؟. الإسرائيليون يثقون بالأردنيين، والأردنيون متلهفون للمساعدة. تجهيزاتنا كلها غير خطرة وهي منسقة مع الفلسطينيين والإسرائيليين. تأكدوا من فهم هذا. نحن لا نقدم شيئاً للفلسطينيين ما لم يتم التنسيق بشأنه مع دولة إسرائيل وبموافقة إسرائيلية".

إنّ كيان يهود والنظام الأردني والسلطة الفلسطينية كيانات مصطنعة تتكاتف وتتازر للحفاظ على وجودها في منظومة التأمر على الأمة الإسلامية لتمزيقها والحيلولة دون عودتها في دولة الخلافة الموحدة للأمة الإسلامية، وإنّ هذا الاصطفاف وهذا التكاتف لأدوات الاستعمار وعملائه في عالمنا الإسلامي يأتي في وقت تقدمت فيه الأمة ونفضت عنها غبار الذل والتبعية، وباتت تدك أخر حصون الاستعمار في طريقها نحو إقامة الخلافة الراشدة الثانية.

فسرعان ما ستنهار هذه الكيانات أمام جيوش الخلافة ولن تبقى الأرض المباركة رهينة لهذا الوضع القائم ولهذا الدور الخبيث للسلطة الفلسطينية والنظام الأردني، فتحرير فلسطين واقتلاع كيان يهود هو الوضع الطبيعي في ظل دولة الخلافة. {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.

9/12/2011