تعليق صحفي

ربيع فلسطين هو بتحريرها لا بالتفريط بها وتسليمها ليهود يا عباس!!

 صرح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من النمسا بالقول: "لم نألوا جهداً للوصول إلى السلام مع جيراننا الإسرائيليين، فقمنا بالوفاء بكل استحقاقاتنا وبكل ما هو مطلوب لإنجاح كل أشكال المفاوضات". وأضاف " لا زلنا ومعنا اللجنة الرباعية الدولية ومختلف الدول المعنية بعملية السلام، بانتظار موقف واضح ومكتوب من الحكومة الإسرائيلية بشأن موضوعي الحدود والأمن"، وقال عباس: "إن الربيع الفلسطيني سيكون بإنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام، نحن عاقدون العزم على تحقيق ذلك بأسرع وقت ممكن، وقد آن الأوان ليحقق هذا الربيع أهدافه بانعتاق شعبنا من نير آخر احتلال في العالم".

وللتعليق على هذه التصريحات نذكر الأمور التالية:

1.       إنّ ما يسمى بعملية السلام لم تكن يوماً سوى مجرد غطاء تستر به السلطة أفعالها المشينة وتفريطها بالأرض المباركة. فالاستحقاقات التي التزمت بها السلطة وأدّتها على "أكمل وجه"، هي حماية يهود والتنسيق الأمني المتواصل، وملاحقة كل من يفكر بإيذاء يهود، ومنع "التحريض" في المساجد ومناهج التعليم ووسائل الإعلام، والاعتراف بشرعية كيان الغاصب على الأراضي المحتلة عام 1948م، وتكميم الأفواه وقمع أهل فلسطين والتغول عليهم، ومحاربة حملة الدعوة الساعين لإقامة الخلافة، وخدمات أخرى معلنة وأخرى كثيرة غير معلنة.

تلك هي التزامات السلطة التي تتوسل من خلال الالتزام بها تحقيق ما يسمى بالسلام في المنطقة، فعن أي سلام تتحدث ولمن يكون هذا السلام؟!.

2.       ومع عدم تقديم شيء ذي بال للسلطة من يهود تحفظ به السلطة ماء وجهها وتبرر وجودها أمام الناس، مصداقا لحقيقتهم الواردة في قول الله تعالى (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا)، إلا أنّ السلطة وقادتها لا يزالون يتشبثون بحبال الغرب ويهود الواهية المنبتة، فعباس لم يتعظ عبر أكثر من 18 عاماً من المفاوضات وهو بعد كل هذه السنين ينتظر موقفاً ورداً "مكتوباً" من كيان يهود حول قضايا الأمن والحدود!! وكأن النص المكتوب سيغير شيئاً من الواقع!!

3.       إنّ ربيع أهل فلسطين هو بتحرير أرضهم كاملة غير مجزأة من كيان يهود المحتل وتخليصهم من طغمة السلطة التي والت أعداءهم ونكلت بهم، وذلك بتحقيق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله "، ووعد الله عز وجل (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)، وكل تغنّي بخلاف ذلك كدويلة فلسطينية هزيلة هو تزييف لإرادة الناس وتطلعاتهم المنبثقة من صميم عقيدتهم الإسلامية، وتضليل عفا عليه الزمن، وإن تحقيق هذا الوعد في زمن الثورات بات قريباً بإذن الله، وبشائره تلوح في الأفق.

29-11-2011م