تعليق صحفي

هل ستصبح منظمة التعاون "الإسلامي" الشريك الجديد للاتحاد الأوربي في العمل على تصفية قضية فلسطين ؟!

تلقى الأمين العام لما يُعرف بمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، رسالة جوابية من كاثرين آشتون أكدت فيها أنّ الإتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي "يشتركان في هدف إيجاد نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مفاوضات تؤدي إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن واعتراف متبادل" بحسب ما أعلنه موقع هذه المنظمة.

ما كان لممثلة الأوروبيين آشتون أن ترسل بمثل هذه الرسالة لمنظمة ترفع شعار الإسلام لتعرب فيها عن اشتراكهما "في هدف إيجاد نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مفاوضات تؤدي إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن واعتراف متبادل"، إلا لما تتوقعه من تخاذل، بل وتواطؤ هذه المنظمة على بيع فلسطين.

بل إنّ نشر تلك المنظمة لهذا الخبر على موقعها وتركه دون تعليق أو رد قارص على مسألة الاعتراف والتفاوض مع كيان يهود وتأمين حدوده وحمايته بحجة التعايش بسلام، يعني أنّ هذه المنظمة لا تجد ضيرا في الاعتراف بكيان يهود والتفاوض معه وحمايته والقبول به، وكأن تلك المنظمة تحاول الترويج للأمر باعتباره أمرا طبيعيا لا يحتاج إلى رد موجع لمن يرى في كيان يهود كيانا طبيعيا، وكأن المسألة هي فقط ليست في وجود كيان يهود المسخ ووجوب إزالته عن كل شبر من أراضي المسلمين، بل المسألة في نظر هؤلاء وأولئك هي مسألة حدود متنازع عليها بين شعبين!.

فلو كان موقف هذه المنظمة موقفا إسلاميا كما يحمل اسمها لكان ردها موبخا ومستنكرا على ممثلة الأوروبيين، فسكوت المنظمة عن مثل هذه الرسالة يجعلها شريكة جديدة في التآمر على فلسطين، شريكة في التنازل عن أرض فلسطين ليهود وإقرارهم عليها، وهذا خيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الذين روت دماؤهم منذ عهد الفاروق عمر إلى يومنا تربة تلك الأرض.

فهل ستصبح تلك المنظمة شريكة للاتحاد الأوروبي في السعي لتصفية قضية فلسطين وإقرار كيان يهود وحمايته كما جاء في تلك الرسالة؟! وهل سيعملان معا من أجل إحياء المفاوضات المشينة؟!

إنّ منظمة "التعاون الإسلامي" لم تكن يوما ممثلة للإسلام أو للمسلمين، بل أنها ممثلة للأنظمة الإجرامية التي تتمسح بلبوس الإسلام، دون أن تحمل من اسمه شيئا.

إنّ قضية فلسطين هي قضية أمة إسلامية، فلا يصح السكوت عن لعب اللاهين بها، فهي قضية وجود وليست قضية حدود، كما تحاول تلك المنظمة وغيرها أن تروج لها من خلال التعاون مع الأوروبيين ومنهم الانجليز الذين أنشئوا كيان يهود ومكنوه من احتلال فلسطين.

إنّ على المسلمين أن لا يسكتوا عن تلك المنظمة ولا عن ممثلي الأوروبيين ولا عن كل لاهث لاعب يريد تمكين كيان يهود من رقاب المسلمين في فلسطين وغيرها وإعطائهم شرعية في احتلالهم.

14-11-2011