تعليق صحفي

سياسة السلطة الاستراتيجية إفقار أهل فلسطين مع الحفاظ على أمن الاحتلال

استمرارا لنهج السلطة في رفع الأعباء الأمنية والسياسية والاقتصادية عن الاحتلال اليهودي أعلن فياض في خطابه الإذاعي الأسبوعي "أن المهمة المباشرة أمام السلطة الوطنية تتمثل في مضاعفة الجهود نحو المزيد من استنهاضِ طاقات شعبنا، واستثمار الحد الأقصى من موارده، وما يستدعيه ذلك من بلورة وإقرار توجهات سياسة مالية كفيلة بتقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية، وصولاً إلى الاستغناء التام عنها."

وأشار فياض إلى أن القانون المعدل لضريبة الدخل يتيح إدخال تعديلات على الشرائح الضريبية بما يؤدي إلى زيادة في الإيرادات، وقد تغنى وفصل في القانون الجديد الذي لم يقر بعد كما قال.

إن السلطة منذ نشأتها على أساس الاتفاقيات الظالمة التي عقدتها منظمة التحرير مع الاحتلال وبرعاية الدول الاستعمارية التي أوجدت ودعمت الاحتلال، رفعت عبأ سياسيا عن الاحتلال في المحافل الدولية، ورفعت جميع الأعباء الاقتصادية عن الاحتلال من معاشات موظفين وصحة وتعليم وشرطة وطرق ومدارس وغير ذلك، وكذلك رفعت الأعباء الأمنية عن الاحتلال حتى أصبحت مهمة أجهزة السلطة الأمنية الأساسية حفظ أمن الاحتلال وجنوده وعدم التعرض حتى للمستوطنين الذين يقتلون ويخربون ويحرقون المساجد والمزارع، وملاحقة كل من تسول له نفسه إيذاء الاحتلال أو حتى رفضه.

ومع أن رجالات السلطة يدركون ذلك ويتحدثون عنه إلا أنهم مستمرون في غيهم ونهجهم الذي أضاع فلسطين وأهلها، فقد كان وصف عباس الاحتلال الإسرائيلي بأنه "أرخص احتلال في التاريخ" وقال "إسرائيل تحتل وليس عليها أي مسؤوليات لها الواقع ولنا الاسم".  

إن فياض منذ استلامه كرئيس وزراء في السلطة اشتهر بجلب الأموال من الدول المانحة مقابل أثمان سياسية، وانتظم دفع أجور الموظفين، وذلك حتى يقبل في أوساط أهل فلسطين وخاصة عند مؤيدي فتح، واتضح أن الثمن غالي جدا، فقد تم تفعيل التنسيق الأمني لحماية اليهود لأعلى درجة خصوصا أن السلطة جعلت الآمر والمدرب والموجه للأجهزة الأمنية دايتون الأمريكي ومن بعده مولر، واستخدمت الأجهزة الأمنية لقمع أهل فلسطين وإسكات كل صوت يرفض الاتفاقيات المخزية مع الاحتلال وكل صوت يدعو للإسلام، وفي نفس الوقت حماية النشاطات التي من شأنها تخريب أهل فلسطين.

 

وبعد أن استنفذت السلطة وأصبحت أداة طيعة في يد يهود والغربيين وقمعت أهل فلسطين، سعت السلطة لإفقار أهل فلسطين حتى يصبحوا تحت مقصلة المتابعة الأمنية والفقر، وبالتالي يسهل على السلطة إخناع أهل فلسطين ليسكتوا على جرائم السلطة وتنازلها عن الأرض المباركة ليهود، وفي نفس الوقت تغدق الأموال على الأجهزة الأمنية لحماية اليهود وقمع الناس.

إن سياسات السلطة الخانعة والمذلة والناهبة لأموال الناس من خلال الضرائب والأتاوات لن تخضع أهل فلسطين ولن يصبح كيان يهود مقبولا عندهم في يوم من الأيام إلا عند قلة قليلة مارقة اختطفت القضية ونصبت نفسها وصية عليها بدعم من أمريكا والغرب ويهود.

إن الأمة الإسلامية التي لفظت حكامها متحفزة للانقضاض على من خذلها من الحكام قديمهم وجديدهم وستبايع إمام دار العدل الخليفة الراشد الذي سيحرك الجيوش لتحرير فلسطين كل فلسطين من اليهود ومن ظلم وتخاذل السلطة، ولهذا يعمل حزب التحرير فليتعظ السعيد من غيره وأما الشقي فسيتعظ من نفسه.

2/11/2011