تعليق صحفي

تضارب تصريحات قادة السلطة يعكس حالة الضياع وانعدام الرؤية السياسية لديهم!

في تصريحاتهم المتتالية التي يعارض بعضها بعضا، ويلغي بعضها الآخر، تأتي تصريحات الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي أكد فيها "أن القيادة الفلسطينية لن تعود الى المفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان"، واتهم شعث الرباعية الدولية "بتدمير مصداقيتها في ظل حالة التجاذب بين أمريكا التي تدافع عن إسرائيل وروسيا التي تدافع عن موقفنا".

وفي نفس اليوم ومن منصة أخرى "جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأكيده على عدم وجود تناقض بين التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية لفلسطين وبين مسار المفاوضات مع إسرائيل، مبدياً استعداده لاستئناف المفاوضات "في أية لحظة"". وقال "نحن أعلنّا في الـ23 من شهر سبتمبر الماضي أننا موافقون تماما على البيان الذي أصدرته الرباعية بشأن المفاوضات، ونحن جاهزون في أية لحظة للعودة إلى هذه الطاولة في حال موافقة إسرائيل على بيان الرباعية".

وكان رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية صرح في 24من شهر سبتمبر الماضي "أن بيان اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط حول استئناف المفاوضات، منقوص لأنه لا يشمل على وقف الاستيطان الإسرائيلي، وانسحاب القوات الإسرائيلية لحدود عام 1967".

فما الذي جعل عضو اللجنة المركزية لا يعرف توجهات "القيادة" في استعدادها لاستئناف المفاوضات "في أية لحظة "؟! وما دلالة عدم علم وزير الشؤون الخارجية بأن "القيادة" قبل يوم من تصريحه قد وافقت على بيان الرباعية الذي وصفه بالمنقوص "لأنه لا يشمل على وقف الاستيطان الإسرائيلي، وانسحاب القوات الإسرائيلية لحدود عام 1967"؟! وما الذي دفع "الرئيس" للموافقة على بيان منقوص؟!.

إن تناقض تصريحات قادة السلطة يفضح كل ما يتشدقون به من وجود رؤية أو خطة لسلوكهم السياسي المتهالك، ويعكس حالة الضياع وانعدام الرؤية والجاذبية التي يعيشونها، فكل ما يصدر عنهم يأتي في اطار الخضوع للقوى الغربية وتوجهاتها؛ فالسلطة الفلسطينية –كمشروع رعته الدول الكبرى- لا تعدو كونها أداة تنفيذية للمصالح الأمريكية الأوروبية "الاسرائيلية" في بلاد المسلمين، تأتمر بأوامر أمريكا وأوروبا ويهود لتنال الأعطيات المالية ويحافظ قادتها على امتيازاتهم وبقائهم على كرسيها الوضيع،  وهذا ما يفسر تضارب مواقفها المتغيرة وفقا لتغير المواقف الأمريكية التي باتت متقلبة في الآونة الأخيرة.

فلا وجود لقضية سياسية بيّنة ولا "مشروع وطني" واضح المعالم يقف وراءه قادة السلطة وينطلقون من أسسه، ولا يملك هؤلاء أية رؤية سياسية تجمعهم، سوى رؤية القبول بالتنازل عن الأرض المباركة وحماية أمن يهود وتنفيذ المشاريع الغربية ومحاربة الاسلام ودعاة الخلافة!!

إن قضية فلسطين قد اختطفت من حفنة متخبطة الرؤى والمواقف زعمت تمثيل أهلها ونفذت المخططات الغربية الاستعمارية، وإن الواجب على أهلها أن يعلنوا البراءة من تفريط السلطة ومن المشاريع الغربية الاستعمارية التي تنفذها، وأن يردوا قضية فلسطين إلى أصلها قضيةً للأمة الإسلامية التي باتت تتأهب لاستعادة سلطانها بإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي ستوحد الأمة وتحرر فلسطين وتحمل الاسلام رسالة نور للعالم.

13-10-2011م