تعليق صحفي: السلطة تزوّر إرادة الناس وتبتزهم للحصول على تأييد كاذب

قال الناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة لوكالة الأنباء الرسمية "وفا": إن (المسيرات الحاشدة المؤيدة لحركة الرئيس محمود عباس السياسية وتوجهه إلى الأمم المتحدة تعد استفتاء شعبيا ووطنيا كاملا وشاملا تعبر فيه الجماهير عن موقفها المؤيد للرئيس والقيادة(. وكالة معًا الإخبارية).

لقد احترفت سلطة عباس أساليب الأنظمة القمعية في تزييف إرادة الناس لخداع الرأي العام، كما احترفت الكذب وقلب الحقائق وتصوير خياناتها بأنها بطولات وحنكة سياسية! فها هي تخرج الجماهير تحت سيف الراتب والوظيفة ليتظاهروا تأييدًا للتوجه للأمم المتحدة، في محاولة من السلطة لتزييف موقف أهل فلسطين الحقيقي الرافض للسلطة ولمشروعها التفاوضي والتفريطي بمعظم فلسطين لليهود.

فقد أفاد شهود حضروا اجتماعًا لمحافظ نابلس ووزير داخلية السلطة وقادة أجهزة أمنية بأن  أجهزة أمن السلطة ستتابع وتحاسب كل موظف في مؤسسات السلطة لا يشارك في تلك الفعاليات المزمع تنفيذها يومي الأربعاء والجمعة القادمين ، وأن البكري قال: "لا يعقل أن يتلقى موظف ما رواتب من السلطة طيلة 16 سنة ولا يشارك في هذه الفعاليات".. هذه عقلية السلطة التي تتصرف مع الناس وكأنها تملكهم وتملك مشاعرهم وأفكارهم مقابل الراتب الذي يتلقونه نظير عملهم.

هذا بالإضافة إلى تعميمات وصلت وزارات السلطة كالتعليم والأوقاف وغيرها، فعلى سبيل المثال وصل تعميم لوزارة التربية والتعليم بضرورة الحشد للمشاركة في فعاليات التأييد لعباس، فتم تعطيل المدارس وخروج الموظفين والطلاب للمشاركة في مظاهرات الزور وأخرجوهم جبرًا وحملوهم في الباصات.

فما حصل حقيقة هو تزييف، فالسلطة بذلت كل جهودها لإخراج الناس وتجاوزت ذلك إلى إلزام الخطباء لتكون خطبتهم يوم الجمعة مؤيدة لعباس وللتوسل على باب الأمم المتحدة بأوامر من وزير النفاق الهباش.

ونقول إن ثوابت الإسلام وثوابت الأمة الإسلامية لا تحتاج إلى استفتاءات ولا يصح فيها الاستفتاءات مطلقًا، لأن الاستفتاء عليها تنكر للأحكام الشرعية وتنكر للعبودية لله، والسلطة وأزلامها أناس خرجوا عن ثوابت الأمة عندما تنازلوا عن معظم الأرض المباركة لليهود وأعطوهم الشرعية عليها، ويريدون أن يحلوا أهل فلسطين دار البوار.

وكيف يتحدث أبو ردينة عن استفتاء شعبي بينما تقمع أجهزة حراسة يهود كل حركة سياسية تتعارض مع توجهات السلطة على طريقة ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد؟ أم أنه استفتاء كاستفتاءات من ثارت عليهم شعوبهم؟! فالسلطة لم تترك الأمر عفويًا ليعبر الناس عن رأيهم وإنما رسمت التمثيلية ونفذتها لتحقق غايتها وهي الخداع.

ولو تركت السلطة الناس ليعبروا عن موقفهم الحقيقي وأوقفت ضغط الأجهزة القمعية وأسقطت سيف الرواتب للعنتهم الناس على خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين وعلى تسلطهم على أموال الناس بالباطل، كما لعنت من قبل زين العابدين والقذافي وبشار واللامبارك وعبد الله طالح، الذين كانوا يحشدون الناس بنفس الطريقة لإظهار التأييد الكاذب لهم.

 

كتاب وزارة التعليم

22/9/2011