تعليق صحفي

السلطة تدفع الناس العزل للتظاهر مع موعد أيلول...وتعد غرفة عمليات مشتركة مع يهود لقمعهم!!

إذا كان "استحقاق أيلول"، بحسب تعبير السلطة وأزلامها، "معركة تاريخية"، فهل أفسد هذا الاستجداء المسمى استحقاقاً للود قضية بين السلطة وكيان يهود؟ وهل ستتدهور العلاقات الأمنية بين الجانبين؟ ومن هم ضحايا تلك المخططات؟

في خضم تجييش الأجواء المحلية التي يثيرها كلٌ من الجانبين (السلطة وكيان يهود) تبرز أخبار التنسيق الأمني واستمرار التعاون الوثيق لضبط الهبّة المخطط لها، فقد نقل موقع عكا اون لاين خبراً نقلاً عن صحيفة يديعوت أحرونت الأثنين أن الجيش "الإسرائيلي" أنشأ طاقماً عسكرياً "إسرائيلياً" فلسطينياً مشتركاً للتنسيق بين عمليات قوات الأمن الفلسطينية و"الإسرائيلية" في حال حدوث مظاهرات، في أعقاب طلب السلطة من الأمم المتحدة منح "الدولة الفلسطينية" عضويتها.

ولعل هذا التعاون الأمني كان أحد المحاور الهامة بين فياض وباراك في لقائهما في نيويورك على هامش مؤتمر المانحين.

إن السلطة التي تزعم خوض "معركة سياسية" لا تفتأ تضلل أهل فلسطين لتمرر مخططات الدول الاستعمارية وكيان يهود الإجرامية، فعن أية مواجهة يتحدث أزلام السلطة وهم لم ينقطعوا عن اللقاء "بالعدو" المفترض، بل عن أية مواجهة يتحدث أزلام السلطة وهم لم يفتؤوا حماية أمنه والسهر على راحته بشكل منقطع النظير، شهد بذلك رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع "الإسرائيلية" "عاموس جلعاد"؛ عندما اعتبر أن التنسيق الأمني المتواصل مع السلطة الفلسطينية سمح "لإسرائيل" العيش بسلام وأمان، وهو ما دعا الادارة الامريكية إلى الطلب من الحكومة "الاسرائيلية" بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية ضد السلطة الفلسطينية ارتباطا بتوجه السلطة الى الأمم المتحدة، حيث اعتبر الرئيس الامريكي أن "وقف التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، واتخاذ مواقف عقابية وفرض مقاطعة على السلطة الفلسطينية نتيجة التوجه للأمم المتحدة سوف يلحق الضرر الكبير بإسرائيل وسيترك اثارا سلبية واسعة على اسرائيل".

وإزاء هذه المواقف الساطعة، وإزاء الواقع الذي يبرهن أن السلطة لا تعدو ذراعاً أمنياً لكيان يهود، هل تنطلي خدعة السلطة وتضليلها الإعلامي بخصوص "استحقاق أيلول" على أهل فلسطين؟

فالسلطة التي تحرض الناس على الخروج في مظاهرات تأييداً لها تنسق مع كيان يهود المحتل لقمع هذه التظاهرات إن خرجت عن مسارها الذي تريد ومست بأمن يهود،

إن على أهل فلسطين أن يعوا حجم التضليل والتآمر الذي تقوده السلطة ومنظمة "التحرير!"، وأن يعلنوا البراءة منهما ومن مشروعهما السياسي التفريطي التآمري، فهما اللتان اختطفتا قضية فلسطين وزعمتا تمثيل أهلها، وهما اللتان تسعيان لإضفاء الشرعية الدائمة على كيان يهود المحتل للأرض المباركة.

ولتعلم السلطة وكيان يهود ومن خلفهما من القوى الاستعمارية، أن ساعة الصفر قد دقت وأنهم جميعاً يعبثون بهذه القضية في الوقت الضائع، فما هي إلا قليلاً حتى يزهر ربيع الثورات فينضج ثمرة دانية، ويخرج من بين الفرث والدم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين، خلافة راشدة على منهاج النبوة، وحينها لن تنفع هؤلاء والذين اغتصبوا الأرض المباركة ومن أعانهم شفاعة أو ندم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)

20-9-2011م