تعليق صحفي
السلطة تثقل كاهل الناس بالضرائب ووزارة اقتصادها تحمّل صغار التجار مسؤولية غلاء الأسعار!!
 
أهابت وزارة الاقتصاد في السلطة الفلسطينية بالتجار "بضرورة الالتزام والتقيد بأسعار السلع ومراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة لأبناء شعبنا، وإبقاء الأسعار بحدها الأدنى والاكتفاء بهامش ربح معقول مع الالتزام بالتعليمات الفنية والمواصفات". "وأهابت بالمواطنين بضرورة توخي الدقة والحذر عند شراء السلع الاستهلاكية، وعدم إتباع أنماط استهلاكية تؤدي إلى زيادة الطلب على بعض السلع الرمضانية الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ ومتسارع".
لم تكتف السلطة بما جلبته على أهل فلسطين من الجوع والخوف والذلة جراء سيرها في مخططات تضييع فلسطين واتخاذ أزلامها من مشروع السلطة مشروعاً استثمارياً ينمون أرصدتهم البنكية على حساب جراحات أهل فلسطين ولقمة عيشهم، لم تكتف السلطة بهذه الدرجة من التغول على الناس بل تعدّت ذلك لتحمل صغار التجار مسؤولية خطاياها والأزمات الاقتصادية التي تسببها لأهل فلسطين.
فها هي وزارة الاقتصاد، وللتذكير فإن وزيرها يتهمه البعض في ملفات فساد مالي، تتعامى عن الأسباب الحقيقة التي جرت أهل فلسطين إلى هذه الكوارث، ناسية أو متناسية أن الأوضاع الصعبة التي تمر بأهل فلسطين وجعلت الوزارة "تشفق!" عليهم، ما هي سوى أزمات مصطنعة تفتعلها القوى الاستعمارية بالتعاون مع أزلامها في السلطة لتسويقهم وتبرير سيرهم في قطار الخنوع والصغار.
إن السلطة التي تدّعي الإشفاق على أهل فلسطين تطلق الضابطة الجمركية كقطاع الطرق لتجوب الحواري والأزقة وتقطع الطرق الخارجية لتمسك بتاجر صغير يبحث عن قوت عياله فتجرده بضاعته بحجج وذرائع لم تعدمها، أو تغرمه الجمارك والضرائب الباهظة الأمر الذي يدفعه لرفع الاسعار للتقليل من خسارته ولسد الحصة التي اقتطعتها السلطة من ماله.
إن إرجاع غلاء الاسعار إلى سلوكيات صغار التجار وأنماط الاستهلاك لدى المواطنين واهمال الأسباب الحقيقة من المكوس والجمارك واحتكار أزلام السلطة وحاشيتهم للسلع الأساسية ولجميع الامتيازات الهامة، هو سخافة لا تنطلي على أحد، وهو استخفاف بأهل فلسطين إذ تسرق السلطة أموالهم وتأكلها بالباطل وتحملهم مسؤولية آثامها الشنيعة!! إن هذا لأمر عجاب.
مرة أخرى نكرر القول للسلطة؛ كفى استخفافاً بعقول الناس يا سلطة قطاع الطرق، وارفعوا أيديكم ومكوسكم عن الناس خير لكم إن كنتم تعقلون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة صاحب مكس"
24-7-2011م