تعليق صحفي
الإدارة الأمريكية تسعى إلى احتواء غضب الأمة وبوابتها إلى ذلك فلسطين!!
وصل اليوم مبعوثا الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، دينس روس ودافيد هيل الى "إسرائيل" لبحث السلام في المنطقة وإعادة الحياة إلى المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية"، حيث سيلتقيان مع رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو، ومن ثم سيتوجهان الى رام الله للقاء قادة السلطة الفلسطينية.
تأتي هذه الزيارة في وقت كشف النقاب في "إسرائيل" أمس عن أنّ لجنة تسريع البناء الاستيطاني في القدس المحتلة شرعت ببحث مشاريع لبناء حوالى 12 ألف وحدة سكنية في القدس المحتلة وجوارها، فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّ الاتحاد الأوروبي وجه رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يحثه على وجوب عرض مبادرة سلام دولية من جانب اللجنة الرباعية.
من الواضح أنّ الإدارة الأمريكية كما الاتحاد الأوروبي يدركان خطورة أن يبقى الملف الفلسطيني ساخناً لما له من انعكاسات على الثورات العربية، تأجيجاً وتسكيناً، ويعزز من هذا الإدراك الأحداث التي صاحبت ذكرى النكبة والنكسة والتي كشفت عن معدن الأمة الأصيل وعن نظرتها الاستراتيجية لفلسطين، ويرسخ هذا الإدراك أنّ قادة كيان يهود باتوا يتحدثون عن تحول مسار القضية من التفاوض عما تبقى من فلسطين المحتلة عام 1967م إلى إعادة الحديث عن شرعية وجود كيانهم على الأراضي المحتلة عام 1948م.
ولعل تلك الحقائق هي ما دفعت الإدارة الامريكية –المنشغلة بملف الثورات العربية وتداعياتها- إلى إرسال موفديها إلى المنطقة، وهي نفس الأسباب التي دعت الاتحاد الاوروبي "للضغط" على الإدارة الامريكية لتقديم مبادرة وعدم ترك الحبل على غاربه في هذا الملف، وهي أحد الأسباب التي دفعت فرنسا لتقديم اقتراح عقد مؤتمر دولي في باريس.
ومع تلك الأسباب يبقى التعنت اليهودي سيد الموقف، ويظهر ذلك في طرح مشروع استيطاني في القدس تزامناً مع هذه الجهود الدولية، مما يؤشر إلى بوادر فشل تلك المساعي. كما أن تطلع المسلمين لتحرير فلسطين، والحيّز الذي شغلته هذه القضية من اهتمام الثوار في أوج ثوراتهم تبشر بفشل تلك المخططات، وتؤكد على أنّ فلسطين لم تمح من ذاكرة الامة وأنّ الأمة تنتظر أن يتاح لها الفرصة لتحرير فلسطين كاملة.
لقد كانت قضية فلسطين وتخاذل الأنظمة عن نصرتها ونصرة أهلها عاملاً هاماً من عوامل تأجيج الثورات في البلدان العربية، وكانت غطرسة يهود تُشعر المسلمين دوماً بأنهم أذلاء ومقهورون وهم يشاهدون مسرى نبيهم تعبث به أصابع يهود.
 إنّ على أهل فلسطين أن يدركوا مكانتهم ومكانة فلسطين في قلوب المسلمين، وأن يكونوا عضداً لثورات أمتهم الرامية إلى التخلص من الظلم والقهر والتبعية، وأن يرفضوا الجهود الرامية لتسكين قضيتهم وبالتالي تسكين الأجواء التي يراد لها أن تصب في خدمة المستعمرين، وليدرك أهل فلسطين أنّ الأمة متى تخلصت من ربقة المستعمرين ستسير حتما إلى تحرير فلسطين، فليصبروا وليصابروا وليرابطوا وليكونوا عوناً ونصيرا بمواقفهم لإخوانهم الثائرين في كل البلدان العربية.
15-9-2011م