تعليق صحفي
أمة قدمت حمزة الخطيب والزعبي لن تبيع دماءهما بدراهم حمد وأوباما وكاميرون
أفادت صحيفة فايننشال تايمز الصادرة الجمعة أن قطر تجري محادثات مع شركاء في دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط، لإنشاء مصرف للتنمية في الشرق الأوسط بهدف دعم الدول العربية في الانتقال إلى الديمقراطية.
لم يكن حكام قطر بدعاً من الحكام الأتباع والموالين للغرب والخادمين لسياسته في المنطقة، بل إنهم تميزوا بلعب دور "فعال" يفوق حجمهم خدمة للأجندات الاستعمارية.
لقد كان النظام القطري طوال الفترة الماضية عرّاباً وممولاً رئيساً للمخططات الغربية، وتحت غطاء لعب دور عربي يرعى حكامه مصالح الغرب لا سيما الإنجليز في المنطقة. ولعل ما لعبه النظام القطري في إنقاذ المؤسسات المالية الغربية "الانجليزية منها على وجه الخصوص" والتي أوشكت على الانهيار جراء الأزمة المالية العالمية، يعطي مؤشراً واضحاً على تسخير النظام القطري لأموال النفط والغاز –المملوكة أصلاً لعموم المسلمين- لصالح الغرب.
إن خطوة إنشاء مصرف لدعم ما أسماه حكام قطر "الانتقال للديمقراطية"، تندرج ضمن نهج السياسة الغربية الرامي إلى الالتفاف على الثورات في البلدان العربية، واحتضانها بهدف إجهاضها وشرائها بمال سياسي ملوث، ولعل هذه الخطوة محاكاة أو تفريع لما أعلن عنه كل من أوباما وكاميرون في قمة الثماني من رعاية برنامج "دعم" مالي وسياسي "للربيع العربي".
إن الإمارات والمملكات العربية لن تكون في معزل من أن تعصف بها رياح التغيير كما يتوهم ذلك حكام الخليج، فلا قطر ولا السعودية ولا الأردن ولا المغرب ولا غيرها بمعزل عن التغيير، وإن الأمة اليوم باتت تدرك حجم الكيد والمكر والدهاء الدولي المعزز بأدوات محلية وعربية والرامي إلى شراء الثورات بدراهم معدودة، ولن تنطلي عليها هذه الألاعيب.
 إن الأمة لن تبيع دماء شهدائها –بإذن الله- لقاء مال ذليل، فما للمال كانت الثورات بل للعزة والكرامة والتطلع للعيش الكريم في ظل حكم الإسلام وشريعته، ولن تضيع دماء الشهيد حمزة الخطيب ولا المدرس الزعبي في دفاتر المالية القطرية ولا في مصارف لندن أو واشنطن.
إن ما يعجز عن إدراكه عصابة الحكام وأسيادهم الغربيين وهم يشاهدون الجماهير الهادرة المطالبة بالتغيير لا يتوقف سيلها عند حد بالرغم من القمع الشديد الذي يلين له الحديد وتصهر به الجلود، هو أن هذه الأمة هي أمة عريقة، كريمة، شجاعة، تعتز بدينها وإيمانها وتسير قوافلها تتطلع إلى الجنة (عالجنة رايحين شهداء بالملايين)، إنها خير أمة أخرجت للناس.
وأمام هذه الأمة المعطاءة هل يظن حمد وأسياده أوباما وكاميرون أنهم سيفلحون بشراء هذه الثورات بمالهم الذليل؟! خابوا وخسروا.
28-5-2011م