تعليق صحفي
الحكام يحولون جيوش الأمة إلى جلادين لها، فهل من مخلصين يرجعون الحال إلى أصله؟!!
 
تواردت الأنباء عن قيام الجيش السوري باقتحام مدينة بانياس الساحلية وحصارها من جميع المنافذ، وقال شهود عيان أنّ عددا من القوارب الحربية شوهدت أمام سواحل بانياس التي سيطر الخوف على سكانها.
 
وفي اليمن شن موقع المنار العسكري التابع للحرس الجمهوري اليمني، أمس السبت، هجوما مصحوبا بقصف بعض القرى الآمنة في مديرية الحيمة الخارجية بالأسلحة الثقيلة وذلك لإثارة الخوف والهلع في نفوس الأهالي.
 
من تتبعَ تصريحات الزعماء العرب قبل اندلاع الثورات المطالبة بالتغيير وحديثهم عن ميزان القوى والتفوق العسكري الذي يمتاز به كيان يهود على البلدان العربية، ومن ثم اتخاذهم السلام خياراً استراتيجياً لا رجعة عنه، وتقديم المبادرات الإستسلامية المخزية بحجة اختلال موازين القوى،، من تتبعَ تلك المواقف والتصريحات قد يُخيل له بأنّ هذه الأنظمة لا تمتلك أدنى مقومات التسليح لتحرر الأرض المباركة، وأنّ جيوشها تكاد تكون عارية لا تصلح لرد اعتداء أو حتى لإجراء مناورات كاذبة.
 
لكن تحرك الأنظمة تجاه قمع شعوبها، وتحريكها لقوى الجيش المدرعة والدبابات والقوارب الحربية وحتى الطائرات من أجل قمع المظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير، يكذب هذا الوهم ويؤكد حقيقة أنّ هذه الأنظمة أسدٌ على الأمة نعامة على الأعداء بل حراس لهم.
 
فالجيش السوري، وطوال عقود، لم يحركه النظام، الذي أصم آذاننا بتغنيه بالممانعة الكاذبة، لاسترداد الأرض المحتلة في الجولان أو لتحرير مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو على ذلك قادر، ولكن هذا النظام البعثي القمعي حرك الجيش لقمع العزل وقصفهم واعتقالهم وحتى لقتل النساء والأطفال والشيوخ كما حصل مؤخراً في بانياس، حتى علت الحناجر في سوريا تصرخ قائلة: يا أسد يا جبان، روح استأسد في الجولان. وكذلك الحال في اليمن ومثله قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين.
 
إنّ ما يجري من أعمال عسكرية لقمع الناس العزل والمطالبين باسترداد حقهم وسلطانهم المغصوب هو وصمة عار في جبين الجيوش، وذل لن يغسله إلا القيام بأعمال عظيمة تكفر عنهم سيئاته .
 
 لقد كانت الجيوش هي درع الأمة وسياجها والمدافع عنها وعن مقدساتها وحرماتها، لكنها اليوم تسخر من قبل أذناب الكافرين المستعمرين لقتل الأمة والبطش بها وانتهاك كل محرم، فأي حال وصلت إليه جيوش الأمة؟! وهل ماتت النخوة من قلوبهم حتى يرضوا بهذا الهوان؟! وأين القادة الأفذاذ، أحفاد القادة العظام من نصرة الأمة ليعيدوا سيرة الامجاد؟!
 
إنّ الجيش السوري وكذلك اليمني ومثلهما بقية الجيوش في البلاد العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ اجراء مصيري يغيث الامة من الهلاك على أيدي جلاديها، ويرفع شأنها ويصون دماء أبنائها، إنّ أهل القوة والمنعة اليوم هم محل تطلع الأمة بأسرها ليكونوا أنصاراً لها وانصاراً للعاملين لخلاصها وانعتاقها من عبودية الاستعمار وعودتها خير الأمم، فلتغتنم تلك الجيوش هذه الفرصة لتُسطر مواقفها بمداد من ذهب وتضيء صفحات الأمة التي اسودت بحكم "الأغيار" بل وتضيء جنبات هذا العالم بالإسلام بعد أن حل به ظلام الرأسمالية.
 
(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
 
8-5-2011م