تعليق صحفي
رياح التغيير تهب على سوريا
 
بالرغم من القمع الأمني ومحاولة عزل المدن والتعتيم الإعلامي البارز، التحقت سوريا بركب التغيير الثائر ضد الأنظمة القمعية الدكتاتورية في البلدان العربية، حيث شهدت مدن عدة أمس الجمعة خروج مسيرات تطالب بالتغيير، في دمشق في حمص في بانياس في درعا وغيرها.
 
وضمن النهج المعهود للنظام السوري، أقدمت قوات الأمن السورية على قمع المتظاهرين والاعتداء عليهم واعتقال بعضهم مما أدى إلى وقوع قتلى في درعا، شيعت جثامينهم آلاف المواطنين اليوم السبت فاعترضتهم قوات الأمن عند خروجهم من المسجد وأطلقت باتجاههم قنابل الغاز.
 
وكما ظنت الأنظمة التي خرّت أنها في منأى عن رياح التغيير، إدّعى مسؤولو النظام السوري الذي يختبئ خلف الممانعة والمقاومة كذباً وتضليلا، أنهم في حصانة من الثورات العربية، وأن ما تكرر في تونس ومصر لن يحدث في سوريا، وأن الذين قاموا بالهتافات المناوئة للنظام كانوا مندسين أصحاب أجندات خارجية!!.
 
إذاً نحن أمام نفس المشهد، نظام بوليسي جثم على صدر الأمة طوال عقود، وحافظ على الولاء للسياسة الأمريكية الاستعمارية وخدم أجنداتها وحارب الاسلام ومشروعه الحضاري طوال عقود، فقمع كل من أعلى صوته داعيا للإسلام والانعتاق من التبعية الحمقاء، وحفظ أمن يهود ولم يطلق رصاصة واحدة لا لتحرير الجولان أو فلسطين بل للرد على اعتداءات يهود الذين قصفوا المنشآت في عمق سوريا وبقي النظام كعادته يحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين دون أن يحلا يوما!!!.
 
وفي الطرف الآخر مسلمون يتطلعون للتخلص من الظلم والتبعية والعبودية والى الالتحام بجسم أمتهم وإقامة صرح حضارتهم من جديد.
 
وإزاء هذا المشهد سيسقط نظام الأسد كما سقط بن علي ومبارك عاجلا أم آجلاً بإذن الله، وسيستعيد أهل الشام مكانتهم بين المسلمين كشامة مميزة، وسيقومون للدين ونصرته كما قاموا من قبل فكانوا جنوداً وقادة للحق.
 
"إن النظام السوري يظن نفسه أنه سيكون في مأمن من التغيير، ولعل مقتله في ظنه هذا. إن التغيير زاحف إليه، ومنطلقه إسلامي وإن التغيير المنشود بيد الله وحده، ولن يستطيع أن يوقفه أحد، ولن يستطيع هذا النظام البائد من الصمود أمامه والتصدي له، إن التغيير آت إن شاء الله تعالى. وسيجعل من سوريا بلداً إسلامياً تتحقق فيه بشارات الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشام وأهل الشام... روى أحمد وابن حبان عن معاوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)".
19-3-2011