تعليق صحفي
استبدال النظام المصري مكافحة "الإرهاب" بأمن الدولة تجميل مفضوح
مرة أخرى ومع حل جهاز أمن الدولة سيء السمعة والصيت والأداة المسلطة على رقاب المسلمين في مصر، برزت في الواجهة عبارة شريرة شيطانية، لطالما اختصرت حروباً معلنة وغير معلنة على الإسلام والمسلمين ومشروعهم الحضاري، عبارة اختزلت في طياتها آلاف القتلى والمعتقلين والمعذبين، عبارة استحل بها الغرب دماء المسلمين وأعراضهم وبلدانهم ومقدساتهم وثرواتهم، إنها العبارة "السحرية" التي يختفي وراءها الحقد والعداء للإسلام والمسلمين، إنها عبارة "مكافحة الإرهاب".
 
والغريب أن تظهر هذه العبارة مجدداً في هذه اللحظات الفارقة من حياة الأمة الإسلامية، والأغرب منه أن يجد الساسة في مصر الجرأة للتصريح بهذا التوجه الخطير الذي يعني إعلان الحرب على الإسلام والمسلمين.
 
فقد أعلنت الداخلية المصرية عقب حلها لجهاز مباحث أمن الدولة عن إنشاء جهاز مكلف حصرا بمحاربة "التخريب والإرهاب" وحماية الأمن القومي الداخلي، من غير أن توضح ما هو الإرهاب الذي ستحاربه.
 
وحتى ندرك خطورة الأمر، ونحذر أهلنا في مصر من هذا التوجه المفضي إلى ترسيخ السياسة السابقة ومحاربة كل توجه يعبر عن نبض الأمة الحقيقي ويدعو لاقتلاع النفوذ الغربي من مصر، ويبرز هويتها الإسلامية، لا بد لنا من إدراك الأمور التالية،
•        إن النظام البائد أعلن الحرب على الإسلام والمسلمين، فزج بآلاف منهم في المعتقلات وأعدم وعذب المئات من العلماء الأجلاء وحملة الدعوة المخلصين، تحت عنوان مكافحة "الإرهاب".
 
•        لقد اتسعت دائرة "مكافحة الإرهاب" في عهد النظام البائد لتجعل من الجيش المصري غفرا على حدود الكيان اليهودي يحرسه ليل نهار، ويعتبر كل من يمسه أو يفكر في ذلك إرهابياً يستوجب الملاحقة والاعتقال.
 
•        لقد حاصر النظام البائد غزة وبنى جداراً فولاذياً غائراً في باطن الأرض بين مصر وغزة لإحكام الحصار، وأصدر الأحكام المؤبدة على كل من حاول تقديم المساعدة للمسلمين في غزة، تحت تهمة "الإرهاب".
 
•        لقد خدم النظام البائد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ومآربها الأمنية ضمن شراكته الإستراتيجية معها في الحرب على "الإرهاب".
 
وإزاء ذلك هل وعى أهل مصر الثائرون على الطغيان محاولات التجميل البائسة التي يراد من خلالها الالتفاف على مطالبهم، والسير على خطى النظام البائد في حرب الإسلام وأهله؟!
 
إن على حكام مصر الجدد أن يعيدوا صياغة مفهوم الإرهاب الذي سيحاربون، صياغة تتفق مع شريعة الأمة وتطلعاتها والواقع غير المتأثر بالولاء للغرب، صياغة تحقق إزالة إرهاب المستعمرين والمحتلين وعملائهم من حكام المسلمين وأنظمتهم، وتحقق تحرير الأرض المقدسة وتخليصها من إرهاب عصابات الكيان اليهودي، في استجابة مباشرة لهتافات الجماهير في ساحة التحرير بضرورة تحرير فلسطين.
لقد آن للساسة في مصر أن يكفوا عن محاولات التجميل المفضوحة وأن يلبوا تطلعات الأمة خير لهم، فالأمة ماضية في سيرها نحو التغيير الحقيقي فلقد كسرت حاجز الخوف ولم تعد تخشى بوارج الولايات المتحدة، وطائرات الكيان اليهودي وجيشه المتهالك، ولم تعد الدول الكرتونية وأجهزة قمعها ومجاميع بلطجيتها تستطيع أن تحول بين الأمة وبين وحدتها وانتزاع سلطانها وانتظام عقدها في دولة واحدة، دولة الخلافة الإسلامية.
" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة "
17-03-2011