تعليق صحفي
عباس يقبل الثورة على شخصه ولا يقبل الثورة على يهود!!
 
في تصريحات تؤكد تفاني عباس الذي نذر نفسه لإنهاء عذابات يهود منذ أن تسلم رئاسة الوزراء عام 2003م إلى يومنا هذا، شدد رئيس السلطة الفلسطينية على أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة حتى ولو بالقوة قائلا: "أنا لا أسمح ما دمت موجود هون على الكرسي لن اسمح وسأمنع الانتفاضة بقرار- يعني أي واحد بيسوّي لعب هيك –سأمنعه بقرار وبقوة".
 
وبخصوص ما يسمى بعملية السلام، وفي صورة من عزل نفسه عما يدور في البلدان العربية وضمن إصراره المقيت على التفريط بأرض فلسطين، قال عباس: " أنا أريد السلام بصرف النظر عما يجري حولي إذا حصل هناك أي اختراق في عملية السلام أنا مع استغلال الفرصة ولن أتردد" .
 
ورداً على سؤال ما إذا كان يتوقع أن تحدث انتفاضة من جانب الشعب الفلسطيني ضده أسوة بالانتفاضات في تونس ومصر وليبيا قال عباس: "لست مع التوريث ولست مع البقاء 20 سنة في الحكم يعني لنفرض أن الشعب طلع وقال لا نريد المزيد - فالسلام عليكم لا احتاج لمن يأتي ويقول - الشعب يريد إسقاط أبو مازن: قبل ما يقول هاي الكلمة انا باقوللو: بايْ بايْ " .
 
إن هذه التصريحات تدل إلى أي مدى يذهب عباس وإخوانه الحكام في الولاء للكافرين، وإلى أي مدى يذهب في التبعية الحمقاء التي تقود أصحابها إلى التضحية بأنفسهم لقاء خدمة المخططات الاستعمارية بدل أن يسخروها لخدمة أمتهم، وإلى التفاني الذي "يتمتع" به عباس وإخوانه الحكام في حرب الأمة بدل حرب أعدائها!!.
 
إن تصريحات عباس في "قبوله" الضمني للثورة على شخصه أو "قبوله" الرحيل، تؤكد أن الدافع الذي يحفز الحكام على مجابهة شعوبهم أو قمعهم أو قصفهم كما يفعل القذافي، ليس مجرد حب الكرسي والبقاء في الحكم مهما كان وضيعاً، بل يأتي قبله خدمة المخططات الاستعمارية وتبعيتهم العمياء.
 
أن غاية الحكام –الذين استمرؤوا الذل- كما تبرز في تصريحات عباس هذه، وكما برزت في تصريحات رئيس اليمن مؤخراً عندما وافق على الرحيل في مقابل انتقال سلس للسلطة، وفي تصريحات المخلوع "مبارك" قبل رحيله، إنما هي الحفاظ على النفوذ الغربي الاستعماري وترسيخه في بلاد المسلمين، وليس الحرص على الشعب أو مصالحه كما يدّعي عباس أو صالح أو حتى القذافي اللعين.
 
لقد أثبتت أحداث تونس ومصر وليبيا أن قرار بقاء الحكام الأتباع في سدة الحكم ومجابهتهم للشعب أو هروبهم أو تنحيهم إنما هو بيد واشنطن ولندن وباريس وأن المواجهة الحقيقية تقع الآن بين جماهير الأمة الثائرة وبين تلك القوى الاستعمارية وما الحكام سوى واجهة محلية أو أحجار نرد لا تملك من أمرها من قطمير.
 
إن فلسطين لا تنتظر سبتمبر القادم كما يزعم عباس، ولا تنتظر وعود أوباما، ولا تنتظر اختراقاً ما على صعيد التفريط بفلسطين، بل هي تنتظر جحافل المحررين أحفاد خالد وأبا عبيدة وصلاح الدين، وعينها ترنو إلى جيوش الأمة، في كنانة الله في أرضه وفي شام المسلمين وإلى الحكمة اليمانية وإلى جيوش الخضراء والجزائر وبلاد الحجاز.
 
إن المعركة قد تجلت بين الأمة وأعدائها ولم يعد يفلح الخداع والتضليل في أن يزيغ بصر الأمة عن التغيير الحقيقي وعن تحرير فلسطين والذي باتت بشائره تلوح في الأفق بإذن الله، وستكون عاقبة الكافرين الويل والثبور ثم يغلبون .
 
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)
 
15-3-2011