تعليق صحفي
عمرو موسى يدعو لاحتلال ليبيا ويشرع للنفوذ الاستعماري!!
في الوقت الذي تنشط فيه القوى الغربية الاستعمارية، وعلى رأسها أمريكا، في الاتصالات الدبلوماسية مع المجلس الانتقالي الليبي، وفي حشد البوارج وحاملات الطائرات في عرض البحر المتوسط، سعياً منها للمحافظة على النفوذ الغربي في ليبيا قبيل انهيار ما تبقى من نظام القذافي التابع لها، يأتي عمرو موسى وعبر جامعة الدول العربية ليستكمل هذا الدور عبر إضفائه الشرعية على التدخلات الاستعمارية تحت غطاء إنساني كاذب.
 
فقد دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية إلى فرض منطقة للحظر الجوي في ليبيا، وأعرب عن أمله في أن تلعب الجامعة العربية "دورا" في إقامتها، من غير أن يبين ماهية هذا الدور المزعوم والذي لم تعلب الجامعة دوراً مماثلاً له من قبل!.
 
وفي حالة من السذاجة والغباء السياسي المقصود، قال عمرو موسى "لا أعرف كيف ولا من سيفرض هذه المنطقة، سنرى ذلك. الجامعة العربية يمكنها ايضا ان تلعب دوراً، هذا ما ادعو اليه".
 
وفي محاولة منه للتغطية على المآرب الاستعمارية التي يروج لها تحت غطاء إنساني، قال موسى "اتحدث عن تحرك انساني. تتعلق المسألة مع منطقة حظر جوي بمساندة الشعب الليبي في نضاله من أجل الحرية وضد نظام يزداد تغطرسه".
 
وكتشريع لاحتلال ليبيا ولتدخل القوى الاستعمارية فيها وما يمكن أن تلعبه تلك القوى من دور تحت غطاء الامم المتحدة ومن سيقود هذا التحرك، قال موسى "ذلك مرهون بقرار مجلس الامن الدولي. إن الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاوروبيين عليهم جميعهم المشاركة".
 
إن الدور الذي يلعبه موسى وجامعة الدول العربية بات مفضوحاً وظاهراً للعيان. إن اجتماع جامعة الدول العربية اليوم لإقرار فرض منطقة حظر جوي يمهد بلا شك لاحتلال ليبيا تحت مسمى الدفاع عن المواطنين الليبيين ودعم الثورة، وهو ما يماثل اجتماع الجامعة العربية عندما اعطت الضوء الاخضر لاحتلال الخليج وضرب العراق عام 1990م تحت ذريعة الدفاع عن الكويت.
 
إن الدول العربية لو كانت صادقة في ادعاءاتها لقامت بإنهاء نظام القذافي في ساعة واحدة عبر تدخل الجيش المصري أو التونسي وإنقاذ اهل ليبيا من حمام الدم، وهي ليست بحاجة لقمم واجتماعات، ولا أن تجلب الثعلب ليفترس أهل ليبيا ويحتل ارضهم وينهب ثرواتهم.
 
إن نصرة أهل ليبيا واجب شرعي على الجيش المصري والتونسي وبقية الجيوش العربية الأقرب منها فالأقرب، وإن نظاماً يعتمد على مرتزقة لا يحتاج سوى لتحرك متواضع من أي جيش من البلدان المجاورة فينهي أمره في ساعة.
 
 إننا ننبه الأمة إلى خطر ما يحاك لها، ومما يلعبه أذناب الاستعمار في بلادنا، فهم يسعون لاختطاف الثورات وتسخيرها لمصالحهم، وهم يسعون لاحتلال ليبيا والهيمنة عليها، طمعاً فيها، وتأمينا لمصالحهم النفطية والاستراتيجية في بلدان المسلمين، ورسالة منهم لكل البلدان التي تحاول الثورة على حكامها الاتباع أن مصيركم الاحتلال والقتل والتدمير، فليحذر أهل ليبيا مما يحاك لهم، وليتحرك الجيش المصري والتونسي قبل فوات الأوان خير لهم.
(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)
12-3-2011