وكالة سما \ نقلت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم عن مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية قولها إن جيش الاحتلال سينفذ عمليات تصعيد ممنهجة ضد حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة دون اللجوء إلى مواجهة مباشرة في المرحلة الحالية .
 
وأكدت المصادر أن تل أبيب أبلغت الجانب المصري بقلقها مما يحدث على حدود غزة ونيتها عدم السماح بتهديد أمنها ولو أدى الأمر إلى تنفيذ عملية كبرى بالقطاع في أعقاب قصف نتيفوت وبئر السبع بصواريخ جراد الأسبوع الماضي.
*****
لطالما كان النظام المصري برأسه المخلوع "مبارك" حريصاً كل الحرص على كيان يهود وأمنه، فهو من سهر على حماية حدوده الجنوبية الغربية طوال عقود، وكان ركناً من أركان حصار غزة، بل دفعته "الحمية!" الخاطئة الآثمة لأن يضرب بسور باطنه وظاهره العذاب والتضييق على أهل غزة المسلمين دون أن يراعي أخوة دين أو قرابة رحم.
 
والأدهى من ذلك أن قادة يهود اعتادوا –في صورة مزرية- على أن ينسقوا عدوانهم على غزة مع هذا النظام، وأن يعلنوا عن عدوانهم على أهل غزة العزل من القاهرة وبحضور رؤوس النظام المصري، كما أعلنت ليفني عن عدوان يهود على غزة في ديسمبر عام 2008م أمام أبو الغيط، ذلك العدوان الذي أودى وخلف الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين علاوة على الأرامل واليتامى والثكالى.
 
واليوم، وبعد أن هبّت رياح التغيير على المنطقة العربية، وبعد أن بان أن الحكام لم يكونوا يوماً يمثلون شعوبهم وأنهم غاصبون للحكم ولسلطان الأمة، وبعد أن سقط من سقط من الطواغيت ومنهم فرعون مصر الطاغية، ها هو كيان يهود يريد أن يعيد سيرته الأولى، وها هو يرسل المجسات لحكام القاهرة ليأخذ منهم الضوء الأخضر لعدوانه، فهل يعيد حكام القاهرة الجدد سيرة "مبارك" أم يعيدون سيرة صلاح الدين وبيبرس وقطز؟ هل يهبون لنجدة أهلهم وإخوانهم من أهل غزة أم يكتفون بمشاهدة المجازر والاعتداءات والقصف بالطائرات عبر شاشات الفضائيات وهم قادرون على نصرتهم؟ وهل ينحاز قادة الجيش المصري لأمتهم ويدافعون عن كرامة وحرمة إخوانهم أم يتركونهم لقمة سائغة للكافرين المحتلين بحجة المحافظة على اتفاقية كامب ديفيد المشئومة؟
 
إنه امتحان لحكام القاهرة الجدد ولقادة الجيش المصري، وليعلموا أن الانحياز لأمتهم خير لهم، وأن اتفاقية كامب ديفيد لم تكن يوماً تمثل أهل مصر ولا المسلمين، وأن أهل مصر كما علّقوا آمالهم على الجيش المصري في التخلص من ربقة الظلم والبطش والاستعمار، فإنهم والمسلمون من ورائهم يتطلعون اليوم لأن يعيد الجيش المصري سيرته الأولى؛ سيرة الفاتحين والمحررين والمدافعين عن مسرى رسول الله وقبلتهم الأولى.
 
(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)
(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
27-2-2011