تتابعت التصريحات والدعوات والتلميحات عقب استخدام الإدارة الأمريكية للفيتو لإجهاض مشروع قرار عربي رفع لمجلس الأمن يدين الاستيطان.
 
وزعمت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية أنها ستعيد النظر في عملية التفاوض.
 
ودعا توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى جمعة غضب تأييدا لمواقف القيادة الفلسطينية وضد الفيتو الأمريكي.
 
إن مما لا شك فيه أن الإدارة الأمريكية لا يمكن وصفها بالمنحازة لكيان يهود فقط بل هي وكيان يهود جبهة واحدة لا بل إن كيان يهود هو حربة متقدمة لها، وهي من رعته بعدما أنشأته بريطانيا وأمدته ولا زالت بأسباب الحياة والبقاء ولازالت، وسخرت له أنظمة تابعة لها لتحيطه بطوق من الحماية.
 
كما أنه لا يخفى على بصير أن أمريكا تحارب المسلمين وتمكر بهم في كل بقاع الأرض دون أن تفرق بين أهل فلسطين والعراق أو افغانستان، فحربها كانت ولا زالت على اختلاف مشاهدها حرباً حضارية عقدية ضد مشروع الأمة الحضاري.
 
كما أنه بات من المعلوم من "الشأن الفلسطيني" بالضرورة أن السلطة لا تملك من أمرها من قطمير وأنها تقتات على فضلات التبعية للغرب فهي ترهن مصيرها ومصير قضية فلسطين التي اختطفتها بكيان يهود وبدول مانحة وراعية لمشروع السلطة.
 
ولا يخفى على أهل فلسطين وكل متابع أن السلطة قد اتخذت من المفاوضات خياراً استراتيجياً لها بل حياة لها وأن كل الأفعال والتصريحات التي تزعمها محض هراء وتضليل، وأنها لا يمكن بمكوناتها أن تنتهج نهجاً بديلاً، مما حدا برئيس السلطة أن يهاتف بالأمس رئيس كيان يهود ليؤكد له أن السلطة متمسكة بخيار التفاوض وحل الدولتين وما يسمى بعملية السلام.
 
ولا يخفى كذلك على أهل فلسطين أن السلطة قد بانت سوأتها وانكشف عوارها قبل فضيحة "كشف المستور"، فأهل فلسطين يعاينون السلطة بجوارحهم كلها ويرون مدى تفانيها في خدمة يهود وأمريكا بالرغم مما يوجهونه لها من صفعات متكررة ومن إراقة ماء الوجه!
 
أما وقد باتت الصورة بهذا الوضوح بما لا يحتاج لإقامة الحجج والبراهين، وغدت السلطة جثة متحللة، وفي ظل هبوب رياح التغيير على المنطقة العربية، فإلى ماذا ترمي السلطة من هبتها هذه؟ من الواضح أنها تريد تقليد الأنظمة القمعية التي أنزلت رجالاتها للشوارع لتظهر أن لها تأييد في الشارع ولكن هذا لا ينطلي على أحد.
 
إن السلطة ومن يقف خلفها تسعى إلى محاولة يائسة بائسة لتجميل صورتها، أو بالأحرى لنفخ الروح في جثتها بعدما أرمت!
 
وإن لم يكن الأمر كذلك وكان "غضب!" السلطة على "الراعي!" الأمريكي حقيقياً فلتطرد السلطة الجنرال "مولر" التي يقود أجهزتها الأمنية بل كيانها كله، ولتقلب ظهر المجن للتبعية الأمريكية؟!! ولترفض الوصاية الأمريكية عليها؟!! ولترد الأموال الملوثة سياسياً التي تتلاقها من أمريكا؟!!
 
 وإن كان الأمر حقيقياً فلتوقف التنسيق الأمني، ولتعلن السلطة انسحابها من عملية التفاوض المخزية والباطلة للأبد، لا بل لترفع يديها عن قضية فلسطين ولتعيدها قضية للأمة الإسلامية التي باتت تتطلع بشوق وشغف ليوم تحرر فيه فلسطين وهي تسير في طريق الخلاص التام من الطواغيت وتخطو خطى ثابتة نحو إقامة الخلافة من جديد.
 
تلك خدع ما عادت تنطلي على أحد، وما عاد أهل فلسطين ينخدعوا بألاعيب السلطة ومنظمة التحرير المفضوحة، ولن تنفث تلك المخادعات روحاً في جثة تحللت، ولن تعيدها يوماً للحياة، فليقلع هؤلاء عن غيهم وليثوبوا لرشدهم، ولينحازوا لصف الأمة خيرٌ لهم، وليتركوا المراوغات والتضليل السياسي، فلقد دنت ساعة الحساب لكل من فرّط بفلسطين وبقضايا الأمة على أيدي جماهير الأمة وحال إقامة الخلافة عمّا قريب، وبات تحرير فلسطين كاملة على أيدي جيوش الأمة أقرب من طرف العين لو كانوا يعقلون .
 
(إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)
20-2-2011