حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة السبت من "انتفاضة جديدة" إذا فشلت المفاوضات مع "إسرائيل" واستبعد الاعلان عن دولة فلسطينية من طرف واحد حاليا.
وقال عباس في مقابلة مع قناة (الجزيرة) الفضائية، إن "فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني وإسرائيل قد يسفر عن حدوث انتفاضة شعبية أو ثورة فلسطينية".
وبعدما اتهم "إسرائيل" "بزرع العقبات أمام عملية السلام"، قال عباس "اذا فشلت محاولة السلام في الشرق الاوسط ستكون العواقب وخيمة على المنطقة بكاملها".
وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية ستواصل النضال السياسي حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وتحدث عن تفاهمات بين "إسرائيل" والفلسطينيين في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وصلت الى ان يعترف الطرف "الاسرائيلي" بأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. لكنه أوضح أن الحكومة "الإسرائيلية" تنصلت من هذا الاتفاق.
*****
إن تصريحات عباس هذه تحمل دلالات التخبط الذي تعيشه السلطة جراء فشلها ونتيجة للفراغ السياسي الذي تشهده المنطقة. ومن دلالات هذا التصريح:
 
1.      إن التحذير من اندلاع انتفاضة جديدة إذا فشلت المفاوضات بين كيان يهود والسلطة، ووصف ذلك التطور بالعواقب الوخيمة، فيه تعريض بانتفاضة أهل فلسطين ضد الكيان اليهودي المحتل وتنكر لكل التضحيات التي قدموها، والتي لم تتورع السلطة عن استغلالها لعقد اتفاقيات باطلة تضفي الشرعية على كيان يهود الغاصب.
2.      إن الحديث عن استمرار السلطة في "كفاحها" السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية "العتيدة" تأكيد لسير السلطة في نهجها السياسي التفريطي حيث جلبت تلك المفاوضات التي تقترفها السلطة الويل والثبور لأهل فلسطين وفرّطت بحقوقهم ومقدساتهم واحدة تلو الأخرى.
 
3.      إن قول عباس أن السلطة لن تعلن عن الدولة الفلسطينية من طرف واحد، ينقض أقواله السابقة ويسفه سعي سلطته لاعتراف الدول بتلك الدولة الوهمية، كما يرهن الإعلان عن هذه الدولة الوهم بما يجود به كيان يهود وهذا أيضاً ترسيخ لمنهج التسول السياسي الذي تعتمده السلطة.
 
4.      إن اللهث خلف اتفاقيات مع الكيان اليهودي الغاصب في الوقت الذي يعترف فيه عباس أن اتفاقيات وتفاهمات سابقة مع كيان يهود ذهبت ادراج الرياح، يعد تسفيها وتأكيداً على عدم جدوى تلك الاتفاقيات علاوة على بطلانها شرعاً، فيهود لا يخرج وصفهم عن قول الله سبحانه (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا).
 
هذا غيض من فيض من واقع السلطة وتخبطها وارتهانها بما تجود به أمريكا وكيان يهود، وفي ذلك نتيجة حتمية لمن قصد العزة من الكافرين المستعمرين وتحقيق لقول الله سبحانه: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)، فهل من مدّكر؟!
22-1-2011م