التقى المستشار في البيت الأبيض دينس روس وديفيد هيل مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام، رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك في مستهل جولة شرق أوسطية.
وقال مكتب نتنياهو إن مبعوثين أميركيين بارزين وصلا الخميس إلى "إسرائيل" لبحث احتياجاتها الأمنية في حال حصول أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إلى أن روس التقى المفاوض "الإسرائيلي" إسحق مولخو وسيلتقي المفاوض الفلسطيني صائب عريقات في العاصمة الأردنية عمان غدا. وأضاف أن اللقاءات ستشمل الأحد المقبل مسؤولين أردنيين ومصريين.
*****
إذا كانت المفاوضات طيلة الفترة الماضية بين السلطة وكيان يهود قد أخذت أشكالاً مختلفة، منها المباشرة وغير المباشرة، ومنها الثنائية والثلاثية والرباعية وهلم جرا، وإذا كانت الاتصالات بين المبعوثين الأمريكان والسلطة وكيان يهود لم تتوقف، وزيارة رجالات السلطة ويهود لواشنطن لم تنقطع يوماً، فما معنى الإعلان عن توقف المفاوضات؟
إن المفاوضات بمعنى الاتصالات السياسية والأمنية والاقتصادية بين السلطة ومنظمة التحرير وبين كيان يهود، لم تتعطل يوماً، وكيف لها أن تتعطل أو تتوقف والسلطة تعيش في كنف كيان يهود، وقادتها يعترفون بالتنسيق الدائم معه ويصفونه بتنسيق السجين بسجانه؟!!! بل كيف لها أن تتعطل والمنظمة من قبل انشاء السلطة وفي ذروة الكفاح المسلح كانت تفتح القنوات السرية بينها وبين الكيان اليهودي وأمريكا ودول أوروبا راعية هذا الكيان، توطئة للوصول إلى إضفاء الشرعية على هذا الكيان الغاصب؟!
إن الذي توقف هو السير في المشروع الأمريكي للمنطقة، جراء انشغال أمريكا عن ملف الشرق الأوسط بملفات أكثر سخونة، وما الإعلان عن توقف المفاوضات إلا إعلان كاذب يشهد على ذلك زيارة روس هذه، وهو من قبيل التضليل الإعلامي ومحاولة توظيف هذا الإعلان لحفظ ماء وجه السلطة المراق ولتظهر بمظهر الرافض للإملاءات اليهودية والأمريكية.
إن الواقع الحالي يكرس فشل السلطة والمنظمة السياسي وتهاويها المدوي وتحولها من منظمة للتحرير إلى منظمة تتسول الحقوق من اعدائها بل إلى خفر حدود لكيان يهود، ويعكس هذا الواقع كذلك نتيجة سير السلطة في المخططات الأمريكية وتعويلها على الوعود الامريكية الكاذبة.
إن فيما آلت إليه السلطة ومنظمة التحرير، وما تتلقاه من صفعات متلاحقة من قبل من ارتمت في أحضانهم، وليس آخرها رفض أمريكا لمشروع قرار دولي يدين الاستيطان، إن في ذلك عبرة لمن يعتبر ودرساً لكل من سولت له نفسه أن يعادي الأمة ويفرط بحقوقها ومقدساتها ويصطف في صف أعدائها.
 
21-1-2011م