نبه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية زعماء المنطقة مساء الأربعاء في القمة الاقتصادية العربية المنعقدة في شرم الشيخ، إلى الالتفات للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي أثارت الاضطرابات في تونس لأن غضب المواطنين العرب وصل الى مستوى لم يسبق له مثيل.
 
وقال موسى إن المواطن العربي وصل إلى مرحلة من الغضب لم يسبق لها مثيل، معربا عن ثقته في أن تحقيق التنمية الشاملة الملموسة للعرب سيقضي على هذه التحديات في مجتمعات المنطقة.
*****
على غرار تحذيرات وزيرة الخارجية الأمريكية، ومحاولةً لإطالة عمر الأنظمة المتهاوية في المنطقة، يحذر موسى من غضب الشارع العربي ويدعو أقرانه لرفع أثقالهم عن كاهل الشعوب.
 
إن تحذيرات موسى تؤكد على أن الشعوب كانت في ذيل اهتمامات الأنظمة، وإلا فالجوع والفقر والبطالة والظلم السياسي والقهر والقمع والاعتقال هي السمات الطاغية في البلدان العربية منذ عقود، ولم تكن تلك الجرائم محل اهتمام هذه الانظمة لولا ثورة الأهل في تونس، ولم يخطر على بال الحكام يوماً أن يفكروا في التنفيس عن هذه الشعوب المكبوتة إلا لمّا شاهدوا ثورة وانتفاضة أهل تونس، مما يدل بما لا يحتمل الشك أن ما أرّق الحكام هو خوفهم على كراسيهم، كما أن الذي أرق كلينتون هو خوفها على ضياع النفوذ الامريكي في المنطقة.
 
إن ما لا يدركه موسى أو يحاول التغاضي عنه هو أن المرحلة التي تعيشها الأمة اليوم غير قابلة للتراجع، وأن كل محاولات الأنظمة لترقيع الواقع المأساوي التي يعيشه المسلمون لن تجدي نفعاً. ويعود ذلك للأسباب التالية:
 
1.      إن من الدوافع الرئيسة التي تحرك الناس نحو التغيير هو تطلعهم لعودتهم خير أمة أخرجت للناس، واستعادة مكانتهم المرموقة بين الأمم، حيث العز والسؤدد والسيادة والريادة، الأمر الذي لن يتحقق في أي نظام عربي قائم مهما اتخذ من إجراءات ومهما حاول التنفيس من غضب الناس.
 
2.      إن الأنظمة القائمة في البلدان العربية والإسلامية تطبق النظام الرأسمالي الذي أورث أهله والبشرية جمعاء الشقاء والضنك، وبالتالي ما دام الحكام يعتمدون على نظام قاصر تعتبر الأزمات الاقتصادية مكوناً من مكوناته لن يفلحوا بتوفير الرخاء الاقتصادي لشعوبهم حتى لو ارادوا ذلك وما هم بفاعلين.
 
3.      إن الحكام هم مجرد اجراء للكافر المستعمر ولم يكونوا يوماً حكاماً بحق، لذا فأمرهم ليس ملك يمينهم بل هم ملك يمين أمريكا وأوروبا، ولن يستطيعوا رسم سياسة لبلدانهم، وكل الذي يشغل هم أسيادهم المستعمرين هو نهب ثروات البلاد وإن أبدوا توجهاً مغايراً.
 
4.      لقد مرد الحكام على الظلم والقمع والبطش لشعوبهم، وعلى نهب خيرات البلاد وسرقة الأموال الطائلة، وأنشأوا أوساطهم السياسية وأجهزتهم الأمنية على هذه "القيم" الإجرامية، مما يجعل من الواقع الراهن نهجاً أصيلاً لهم لا يستطيع الحكام لعب دور خلافه بل إنهم لا يتقنون تمثيل الدور الآخر حتى لمجرد الخداع والتضليل.
 
لقد فات القطار موسى وجوقة الحكام وها هي الامة تسير بخطى ثابتة للأمام نحو تحكيم الإسلام وإقامة الخلافة، ولن تفلح الأموال والتلويح بها خداعاً في إزاغة بصر الأمة عن السعي نحو التغيير الحقيقي الذي لا يبقي من هؤلاء الحكام والأنظمة ولا يذر، نحو الخلافة التي من شأنها أن ترفع الظلم وتحكم بالعدل وتوزع الثروة وتعيد الكرامة.
 
20-1-2011م