نقلت وكالة معا قول الزهار خلال مسيرة "حاشده" نظمتها الحركة في مدينة خان يونس تضامنا مع معتقليها في الضفة الغربية، "نعلن في هذه المرحلة التزامنا بالتهدئة بيننا وبين الاحتلال من واقع القوة والاستعداد والتضحيات واليقظة والمعرفة وملتزمون بها ما التزم بها العدو".
وفي نفس الوقت السلطة في رام الله تلتزم بالاتفاقيات الظالمة التي وقعتها مع الاحتلال والتي تقضي بالتنسيق الأمني وملاحقة المقاومين والرافضين للاحتلال اليهودي.
لقد بات واضحا لكل ذي بصيرة سبب موافقة يهود على إنشاء السلطة، ونحن هنا نؤكد عليها لتذكير من تنفعه الذكرى:
1-      السلطة رفعت العبء المالي عن الاحتلال، فقد كان الاحتلال يغطي جميع نفقات دوائر الموظفين والصحة والتعليم والإنشاءات والطرق وغير ذلك، وهذه أصبحت تدفعها السلطة بشقيها في رام الله وغزة من أموال المانحين ومن بعض الدول العربية وكلها مقابل أثمان سياسية، إضافة إلى الضرائب التي تجمع من سكان الضفة وغزة وأثقلت كاهلهم.
2-      السلطة رفعت العبء السياسي عن كيان يهود، فقد ادعت السلطة في بداية إنشائها أن المدن التي استلمتها تحررت ثم انكشف عوار ذلك، والآن تدعي سلطة غزة أن غزة محررة، علما بأن كيان يهود يدعي أنه أعطى الحقوق للفلسطينيين، ما رفع عنه عبئا سياسيا في المحافل الدولية.
3-      السلطة أوهنت الشعوب الإسلامية عن مطالبة حكامها بتحريك الجيوش لتحرير فلسطين، وساعدت الحكام على تضليل شعوبهم بأن أهل فلسطين تحرروا ولا حاجة لتحريك الجيوش، أو أن المقاومة تكفي ولا داعي لتحريك الجيوش، وهذا الأمر اشتركت فيه السلطة بشقيها، ما ساعد كيان يهود على البطش أكثر فأكثر بأهل فلسطين.
4-      أما المصيبة الكبرى فهو تحول رجال السلطة إلى حراس لأمن يهود وهذا الأمر تقوم به سلطة رام الله جهارا نهارا وفق الاتفاقيات الموقعة ودون حياء أو خجل أو خشية من الله، أما سلطة غزة فإنها تقوم بحراسة الحدود وتمنع أعمال المقاومة ضد الاحتلال وتعتقل المقاومين تحت مسمى التهدئة التي أعلن الزهار الالتزام بها، وقد تحدثت بعض الفصائل مثل حركة الجهاد وغيرها عن اعتقال المقاومين في غزة على يد حكومة غزة، وسبق أن دافع الزهار سابقا عن ذلك بالقول "أن غزة تحررت" أما المقاومة تلزم في الضفة لتحرير الضفة.      
هذه هي السلطة بشقيها تدير السجون الكبيرة في غزة والضفة نيابة عن الاحتلال اليهودي ورفعت عنه الأعباء المالية والأمنية والسياسية، وقد وصف رجال السلطة هذا الاحتلال أكثر من مرة بأنه أرخص احتلال في التاريخ، وفوق ذلك يتصارع شقي السلطة على هذه السلطة الوهمية، وكل طرف يعتقل مؤيدي الطرف الآخر بحجج واهية ما أرهق أهل فلسطين فوق إرهاق الاحتلال، وجعل سلطة رام الله تتمادى في غيها فتعتقل كل من يرفض الاحتلال أو الاتفاقيات الظالمة، أو يفكر في إيذاء يهود وتسلم بعضهم لكيان يهود.
إن أهل فلسطين ينتظرون اليوم الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (لتقاتلن اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه حتى ينادي الحجر والشجر فيقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله)
فتتحرر فلسطين كل فلسطين ويومئذ يفرح المسلمون بنصر الله.
24/12/2010