على وقع الإفلاس السياسي والفشل المدوي لنهج الاستسلام ومعه نهج المفاوضات، وعلى دماء الشهداء الخمسة الذي سقطوا جراء قصفهم من قبل جيش يهود، لم يملك عباس ومعه زمرته المفسدة إلا أن يقوموا وعلى طريقة "الحياة مفاوضات"، بلقاء العشرات من يهود من أعضاء تحالف "السلام الفلسطيني الإسرائيلي"، ومنهم من ينتمي لأحزاب مختلفة في كيان يهود، وعدد منهم كان من ضباط سابقين في جيش يهود وتحولوا بعد تقاعدهم لحمائم سلام بعد أن تلطخت أيديهم وما زالت بدماء أهل فلسطين.
 
وبعدما كان عباس يعول على الأمريكان وعلى الإدارة الأمريكية في سبيل أخذ الفتات، وبعدما أبانت له أميركا عن وجهها الحقيقي، إذ به وزمرته يتسولون من يهود من يأخذ بيدهم ويشد على أيديهم وهم يقدمون لهم الخدمات تلو الخدمات، وفي نهج الترجي والتمني والهرولة المذلة نحو سراب إقامة دولة كرتونية على القليل القليل من أرض فلسطين، وهو ما استمرأه عباس ومن معه.
 
بل إن السخف الذي وصلت إليه السلطة ورجالاتها هو ما يدعوهم لعقد مثل هكذا لقاءات، فمن لقاءات عباس باللوبي اليهودي في أميركا، وإقراره لهم بحق يهود في أرض فلسطين، إلى مثل هذا اللقاء الذي عقد في ظل أجواء الجريمة الجديدة ليهود بقتلهم خمسة من أهل فلسطين، والأسوأ من ذلك هو عقد هذا اللقاء وإكرام مجرمي يهود "الداعين للسلام" على موائد الضأن والكنافة، التي غدت رمزا لنضالات هؤلاء المفاوضين!.
 
هذا في الوقت الذي لا يزال فيه المعتقلون عند السلطة مضربين عن الطعام بعد أن أجرمت السلطة باعتقالهم في سجونها الدايتونية، بل إن كبير هذه السلطة عباس قد أخذ يفاخر بالخدمات الأمنية التي يقدمها ليهود وهو يقول دونما حياء: "إن السلطة الفلسطينية نجحت في تحويل ثقافة العنف إلى ثقافة سلام"، ويقول أيضا "الضفة الغربية لم تشهد أي أحداث عنف منذ أربع سنوات".
بل زاد على هذا ما قاله لهم مفاخرا والشيب يعلو رأسه: "لدي ثمانية أحفاد، أربعة منهم شاركوا في معسكر بذور السلام الذي عقد العام الماضي في الولايات المتحدة ... وأريدهم أن يشاركوا في معسكرات مماثلة في حيفا وفي أريحا".
إن استخفاف أمثال هؤلاء المجرمين في قيادة السلطة بأهل فلسطين هو ما يدفعهم للتمادي والصلف على أهل فلسطين بينما يتسولون بعض الفتات وما هم بآخذيه من يهود وأوساطهم السياسية ولو من الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتى العاشرة!.
 
إن مثل هؤلاء "القادة" لعار على فلسطين وأهلها، فحق على أهل فلسطين أن ينبذوا رجالات وقيادات السلطة التي ما أورثتهم إلا ذلا وراءه ذل، فمكان عباس ومن معه العيش في معسكرات السلام وفي أحضان هؤلاء اليهود الذين يشاطرهم الرؤية فهم أولى به وبمن على شاكلته.
20/12/2010