القدس العربي: أثار الاعلان أمس عن صفقة جديدة لتصدير الغاز المصري "لإسرائيل" انتقادات واتهامات من معارضين وخبراء مستقلين، بالإهدار والفساد.
 
وقال الدكتور ابراهيم زهران الخبير في شؤون الطاقة لـ'القدس العربي'، إن الصفقة الجديدة تعد الرابعة بين الطرفين، وأشار إلى أنها لن تكون الأخيرة، محذرا من أن الاستمرار في هذه الصفقات سيجعل مصر عاجزة عن توفير احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وقد تضطر الى اعادة استيراده من "اسرائيل" بالأسعار العالمية المرتفعة بعد ان باعته لها 'برخص التراب'، حسب تعبيره.
 
ونفى زهران أن يكون قد تم رفع سعر التصدير كما أعلنت الحكومة المصرية، وأشار الى أن النظام مازال يقوم بتصدير الغاز "لإسرائيل" بدولار وربع دولار، بينما يبيعه لسورية بخمسة دولارات لكل مليون وحدة حرارية.
 
وأعلنت امس شركة "اسرائيل كورب" استيراد الغاز الطبيعي من مصر في اتفاق مدته 20 عاما تتراوح قيمته بين خمسة وعشرة مليارات دولار.
*****
لم يعد النظام المصري يأبه للفضائح والجرائم السياسية بحق أهل مصر أو أهل فلسطين أو بقية المسلمين، فالفضائح والخيانة السياسية علاوة على الفساد المالي والأخلاقي وقمع الناس العزل والتنكيل بهم حتى الموت، غدت جزءاً لا يتجزأ من سلوك هذا النظام، ولا تحتاج تلك التصرفات لتسريب وثائق لإثباتها فهي شاخصة للأبصار!!.
 
ولم تكن غزة، التي تعاني نقصاً حاداً في الغاز والنفط مما يؤدي غالباً إلى تعطل محطات توليد الكهرباء وتعرض المستشفيات وحياة الناس هناك للشلل، بعيدة آلاف الكيلومترات عن مصر، أو أن مصر لا تملك منفذا يوصلها إليها أو انها بحاجة لخط أنابيب ليقطع المحيطات أو الصحاري الشاسعة لمدهم بالغاز وليتمكن النظام المصري من إغاثة أهل غزة المنكوبين بدل حصارهم!!. وكل الذي شغل النظام المصري تجاه غزة هو الشأن السياسي الذي أوكلته له الإدارة الامريكية والورقة الأمريكية المسماة مصرية التي يسعى أقطاب النظام المصري لإتمامها!!.
 
إن صفقات الغاز "العار" هذه وهرولة النظام المصري لمساعدة الكيان اليهودي في إطفاء حرائقه، تؤكد على أن الأنظمة المحيطة بالكيان اليهودي الغاصب إحاطة السوار بالمعصم هي طوق نجاة وسبب حياة له ودرع يقيه الأخطار، وأن تلك الأنظمة هي من رعت هذا الكيان المسخ وحمته وسهرت على نشأته وتمدده واحتلاله للأرض المباركة، وكل المعارك "الطاحنة!" والغزوات "المشهودة!" التي تزعم تلك الأنظمة انها خاضتها مع هذا الكيان المسخ لم تكن سوى مسرحيات هزلية.
 
إن تبعية هذا النظام وإجرامه وتآمره واستخفافه بأهل مصر والمسلمين عموماً هو الذي دفعه لأن يحرم الناس من ثرواتهم وغازهم ليقدمه بأبخس الأسعار لأعدائهم، في جريمة وفضيحة لم تشهد لها أشد الانظمة فساداً مثيلاً.
 
إن واجب أهل القوة والمنعة في مصر أن يتحركوا سريعاً لوقف عبث هذا النظام وخيانته وتآمره مع كيان يهود وأمريكا، فلقد تجاوز هذا النظام كل محرم أو معقول!!.
 
"لقد كانت مصر عبر التاريخ بوابة للأرض المباركة، ومنها انطلقت جيوش المسلمين لتحرير بيت المقدس بقيادة المظفر صلاح الدين، فكانت مصر بجندها كنانة الله في أرضه، فهل يبقى أهل مصر ساكتين على هذا النظام التابع الذليل أم يعيدون سيرتهم الأولى ويطيحون بمن مرغ أنفهم في التراب وصالح عدوهم وتآمر عليهم، فيسيرون نحو بيت المقدس فيحررونه من رجس يهود ويعيدونه درة في جبين الأمة؟"
14-12-2010م