قال محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية "إن الوحدة الوطنية هي أقوى سلاح يمكن أن نواجه به الاحتلال وسياساته العنصرية كما أن تكريس الانقسام يعني إنهاء القضية الفلسطينية وضياع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
جاء ذلك خلال أدائه خطبة الجمعة بمسجد تميم الداري في محافظة رام الله.
وفي خطبته أكد الهباش "أن قيادة شعبنا لم تترك سبيلا لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام إلاّ وسلكته، وأنها لا تزال تمدّ يدها للمصالحة، ولن تستسلم لحالة الضعف، وستواصل سعيها لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية".
*****
لقد عمدت السلطة تحقيقاً للأوامر الامريكية واليهودية بإنهاء حالة ما يوصف بالتحريض ضد الكيان اليهودي الغاصب في المساجد، إلى اتخاذ إجراءات تخنق صوت الحق الذي يصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات وينبه الأمة إلى اعدائها وعلى ما يحاك ضدها من مؤامرات.
فقامت السلطة عبر وزارة الاوقاف ووزيرها الهباش إلى تهديد الائمة والخطباء إن هم خرجوا عن نهج السلطة وغردوا خارج سربها المنبطح ولم يسبّحوا بحمدها بكرة وعشياً، حيث خاطبهم الهباش بما اشتهر عنه قائلاً "من يأكل من مغرفة السلطان يضرب بعصاته"، وخطت لهم الخطب السلطوية ودعتهم إلى مناصرة عباس والذود عنه.
ولقد اعتمدت السلطة ووزارة أوقافها وهباشها على ذرائع واهية اصمّت بها آذاننا، من زعمها بأن المساجد للدين والوعظ والإرشاد لا للسياسة، فإذا كان الأمر كذلك فما بال الهباش يستخدم منبر رسول الله للخوض إلى عمق السياسية والترويج لعباس وسلطته؟! أم أن السياسة الممنوعة هي تلك التي تصدع بالحق وتذود عن حياض الامة وتبصرها الدرب وسبيل النجاة، أما الطبل على دف السلطان والتغني بسياسته المنبطحة الموالية لأعداء الله ورسوله والمؤمنين والمناداة بالمشروع الامريكي "حل الدولتين" هي من الدين؟ أم انه حرام على بلابله الدوح حلال على الطير من كل جنس؟!!
لقد انخرطت السلطة في حرب الإسلام، ودخلت ما يسمى بحرب الإرهاب من أوسع أبوابها، فمنعت كلمة الحق وزجت بالصادعين بها في غياهب السجون، وأغلقت المساجد وحاصرتها لمنع إقامة الدروس والمحاضرات فباتت سلطة تحارب الله ورسوله والمؤمنين، فهل سلطة هذه حالها تقيم وزناً للإسلام وأحكامه، وتحفظ حرمة لبيوت الله؟!
إن استغلال السلطة للمساجد ومحاولتها تدليس الدين والترويج من خلال المنابر للمشاريع الغربية وللتنازلات والتفريط بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبوء بالفشل، فأهل فلسطين باتوا يدركون العداء الذي تكنّه السلطة للإسلام وأهله وحملة دعوته وأنها طوع بنان أعداء الأمة من أمريكان وأوروبيين، وأن هؤلاء ينفقون أموالهم عبرها ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون.
ألا فلتعلم السلطة جراء مساسها ببيوت الله ومحاولتها الترويج للمنكرات والجرائم السياسية من على منبر رسول الله أنها بذلك تعلن الحرب على الله ورسوله والمؤمنين، وأنها لن تجني من ذلك سوى الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة. كما أننا نتوجه إلى الائمة والخطباء ان لا يناصروا السلطة وازلامها في جرائمهم وتفريطهم وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، وان يحافظوا على منبر رسول الله منبراً لقول الحق والصدع به، وليعلموا أن قول الحق لن يقطع رزقاً ولن يقدّم اجلاً، والعاقبة للمتقين.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) 
11-12-2010م