نقلت وكالة أنباء البحرين عن الرئيس المصري قوله: (نحن لا نريد للمفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) أن تقف ليس بأي ثمن لأن المفاوضات إذا توقفت ولو استمرينا بإيجاد مخرج للتفاوض على الحدود النهائية ستكون النتيجة أن إسرائيل ستبني على كل الأراضي).
وتابع: (سوف يأتي الوقت لو أردنا ان نقيم الدولة (أكرر الدولة) الفلسطينية لا نجد الأرض وسوف ينتشر الإرهاب في أنحاء العالم ضد إسرائيل وضد أي احد يساند الموقف الإسرائيلي (...) لذلك فموضوع المفاوضات نحن نهتم به كثيراً طبقاً لرغبات الفلسطينيين). المصدر.
******
كعادة السياسيين الأتباع الذين يحترفون الكذب والتمثيل والخيانة يتحدث رأس النظام المصري بوجه الحريص على فلسطين أمام الإعلام، وبذلك تتلقف الصحف التابعة له هذه الأنباء بمزيد من الفخر والاعتزاز وتروج الأكاذيب على البسطاء والمنتفعين ..
إن الحل السحري الذي يقدمه مبارك لجميع المشكلات مع كيان يهود الدخيل هو المفاوضات ثم المفاوضات، فبالمفاوضات والتذلل نقابل الصاروخ والطائرة والقتل والتدمير والتجريف، وبالمفاوضات نضع حداً لتهويد فلسطين والقدس، وبالمفاوضات نطرد الاحتلال إلى غير رجعة .. وما شاكل ذلك من مثل هذه الأفكار المخزية العقيمة التي يأباها أبو جهل لو كان حياً..
فهل فلسطين الأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج، الأرض الخراجية، الأرض المقدسة، موضع قسمة وتفاوض مهما كانت الظروف والأحوال؟!
وهل المفاوضات التي استمرت حوالي عقدين أوقفت –على الحقيقة- الاستيطان يوماً واحداً؟!
وهل هذه المفاوضات أنتجت ذرة من خير لفلسطين أو لأهل فلسطين؟!
وهل طبق اليهود ما تم الاتفاق عليه في المفاوضات؟
من الواضح أن مبارك حريص على أمن الكيان اليهودي البغيض على حساب المقدسات الإسلامية بقوله: (وسوف ينتشر الإرهاب في أنحاء العالم ضد إسرائيل وضد أي احد يساند الموقف الإسرائيلي)، ولا يقولن متفلسف هنا أن هذا تلميح يخاطب فيه مبارك قادة الكيان البغيض بأن المفاوضات من صالحهم كأداة ضغط أو تحريك، لأن قادة يهود يعلمون جيداً أن حكامنا عبيد لا يملكون أدنى إرادة وهم أدوات لغيرهم من الدول الكبرى كأميركا، وهم مستمرون في سياسة الاستجداء وحفظ أمن يهود وقمع شعوبهم مهما تطاول يهود ومهما بدر منهم من نقض العهود وقتل المسلمين وتدمير البيوت وزلزلة المقدسات و...
كما أن مبارك هنا يعتبر أن أي عمل ضد الكيان البغيض يعتبر إرهاباً يجب محاربته، وليس أن هذا الكيان المستمر في استباحة الدماء والأراضي والأموال واحتلال أرض الإسراء والمعراج والتدخل في شئون الدول المحيطة إرهابياً، فبئس القوم الذين يرضون بأمثال هذا حاكماً عليهم، ونعم القوم الذين يعملون على تغيير أمثاله وتغيير المنظومة الفكرية والسياسية التي يخلفونها.
والسؤال الأخير هو: هل حرص مبارك على المفاوضات هو حسب طلب السلطة أم حسب طلب السيد الأميركي؟
إنه من الواضح أن الذي يسعى لتحريك المفاوضات هي الولايات المتحدة برئيسها ووزيرة خارجيتها ومبعوثيهما العلنيين والسريين، ومن الواضح أيضاً أن الولايات المتحدة تتصرف في موضوع المفاوضات وكأنها الطرف المفاوض ولا اعتبار لسلطة رام الله إلا اعتباراً شكلياً، فالولايات المتحدة تقرر وتنفذ دون علم أدعياء السلطة، ثم ترفض السلطة وتستنكر وتذعن صاغرة، كما حصل في موضوع تجميد الاستيطان لمدة 90 يومًا على ألا تطلب أميركا بعد ذلك التجميد بتاتاً مع دعم عسكري ليهود.
إن يهود يعرفون أنهم يفاوضون أميركا الساعية لتحقيق رؤيتها في المنطقة من خلال "حل الدولتين" وإنشاء كيان فلسطيني هزيل عقيم لا ينمو ولا يتكاثر وليس له أيدي أو أظافر يدافع بها عن نفسه، يسمى دولة، لذلك فهم لا يلقون بالاً لعباس ولا لمبارك إلا بقدر علمهم أنهم أدوات.
إن الخلافة الموعودة، والتي أصبحت أمراً واقعياً ينتظر الوقت الملائم وينتظر إذن الله بالنصر العظيم، ستزيل كل أثر لهؤلاء الأقنان وستعيد عزة الإسلام إلى نفس المسلم وتكنس كل محتل بالجهاد تحت راية التوحيد، وتنشر نور الإسلام بلا حدود.
(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
 
27-11-2010م