أقر الكنيست "الإسرائيلي" مشروع قانون يُلزم الحكومات "الإسرائيلية" بأن تطرح للاستفتاء الشعبي أيّ انسحاب من القدس الشرقية والجولان المحتليْن تريد الإقدام عليه كجزء من اتفاق سلام، في مبادرة اعتبرتها السلطة الفلسطينية "استهزاء" بالقانون الدولي.
 
******
 
كثيراً ما يقوم كيان يهود بما تسميه السلطة والحكام خرقاً للاتفاقيات روحاً ونصاً، ومخالفة القرارات الدولية والاستهزاء بالقانون الدولي، وبالأعمال الاستفزازية، وبما يتنافى مع عملية السلام، ومع ذلك كله يبقى خيار التفاوض مع هذا الكيان المجرم هو الخيار الوحيد المطروح، والحديث عن البدائل الأخرى على سذاجتها محض تضليل وتسويف.
فهدم البيوت وتخريب العامر ومصادرة الأراضي وتهجير الآمنين وتهويد المقدسات وإمعان الكيان اليهودي في مطالبه المذلة للسلطة واستمراره في الاستيطان ومداهماته المستمرة لمدن الضفة وقصفه الذي لم ينقطع لقطاع غزة، لا يستأهل في نظر السلطة أن تعلن عن وقف المفاوضات نهائياً والتخلي عنها كنهج سلطوي دائم!!
إذا كانت كم الخروقات الهائل لما يسمى باتفاقيات السلام وصلف وتعنت هذا الكيان المجرم واعتدائه على كل محرم وتدنيسه لكل مقدس، إذا كان ذلك كله ليس كافياً للإعلان رسمياً عن فشل المفاوضات في تحقيق أدنى تطلعات السلطة أو من تزعم تمثيلهم فمتى ستعلن السلطة عن فشل هذه المفاوضات؟!! وما هو الشيء الذي يمكن أن يقودها لهذا الإعلان؟!! أم أنها لن تصل إليه مطلقاً؟!!
إن أي عمل سياسي يقدم عليه سياسيون لا بد أن يكون واضح المعالم محدد الأهداف ولا يُقبل البتة أن يكون عملاً ارتجاليا، وهذا يستلزم وضع الضوابط والقيود حتى يتأتى تقييم العمل وتحديد النجاح والفشل.
والسلطة منذ أن أقدمت على جريمة التفاوض وهي تزعم أنها تريد من خلال المفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية "العتيدة!" و"تحرير!" الأرض المحتلة عام 1967، فلم يتبق لها مما أعلنت شيئاً، فقد تقلصت الأرض وانتقصت من أطرافها ولب لبابها، وباتت مدن الضفة مجرد معازل سكانية، ولم تعد الضفة قابلة لأن يقوم فيها سوى بلدية كبيرة محدودة الصلاحيات!! بل إن السلطة باتت أداة بطش بأهل فلسطين وشركة أمنية تابعة للاحتلال!
إن ذلك كله يؤكد أن السلطة والحكام العرب منزوعو الصلاحية وفاقدو الإرادة وأنهم لا يقدمون على فعل حتى يطلب منهم وانهم يفتقدون لأية مبادرة ذاتية وبالتالي فهم لا يخرجون عن أن يكونوا دمى واحجار نرد يحركها الأمريكان والأوروبيون متى وكيفما شاؤوا.
إن هذا الواقع المأساوي الذي وصلت إليه قضية فلسطين في ظل هؤلاء الأغيار يستلزم من الأمة التحرك السريع لاستعادة هذه القضية ممن خطفها وزعم تمثيل أهلها وفرّط بها، ويستلزم التحرك العاجل لجيوش المسلمين نحو فلسطين لتحريرها والقضاء على كيان يهود الغاصب مرة واحدة وإلى الأبد.
 
23-11-2010م