في مقابلة أجراها معه موقع "جلوبال بوست" الأميركي ، رأى الأمير تركي الفيصل أن حل قضية فلسطين "لا ينبغي أن يستغرق ذلك 90 يوماً، بل ينبغي أن يستغرق 9 دقائق. فالمسألة برمتها لا تحتاج سوى لإرادة سياسية من جانب إسرائيل، وقيادة من جانب الولايات المتحدة، لتحقيق حل الدولتين".
 
وقال "في حالة انهيار تلك المحادثات مرة أخرى وانتهاء المدة التي خصصتها إسرائيل لتجميد الاستيطان على مدار 90 يوماً دون إحراز تقدم ملموس، فإن السعودية ستدعم بكل تأكيد الفلسطينيين في نقل قضيتهم المتعلقة بإقامة دولة خاصة بهم إلى الأمم المتحدة".
******
9 دقائق يراها تركي الفيصل كافية لحل قضية مستعصية تشابك فيها البعد الاستعماري بالحرب الحضارية العقائدية! 9 دقائق كافية لتحقيق حل الدولتين الذي عجزت أمريكا طوال ستة عقود أن تحققه!! 9 دقائق كافية ليفرط المفرطون بفلسطين وليشطب حق العودة لستة ملايين مشرد أو يزيد، ولتصبح حيفا ويافا وتل الربيع وصفد والرملة وعسقلان والنقب والجليل والقدس هي "إسرائيل"!!
 
بهذه السذاجة السياسية أو قل العقلية المنبطحة أمام الإرادة الأمريكية و"الإسرائيلية"، يتحدث الفيصل عن قضية أرض مباركة أسري إليها برسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحجاز حيث يقطن تركي، وبدون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه هذه الأرض التي ارتبطت بالحجاز ارتباطاً عقائدياً.
 
 يرى الفيصل أن واشنطن وتل أبيب هما من تملكان مفاتيح الحل، وبيدهما دون سواهما أن تقيما للفلسطينيين دولتهم العتيدة وأي دولة!! ولعله يرى في نظرته تلك رصانة وحصافة سياسية أو وعي وإدراك وهو لا يكاد يشعر بأدنى مذلة ومهانة حين يتلفظ بهذه العبارات المهينة والمستكينة.
 
أليست فلسطين يا تركي هي أرض المسلمين؟! أليس فيها مسرى النبي محمد عليه السلام؟! أليس بيت المقدس هو قبلة المسلمين الأولى؟! فمن أولى بها وأجدر بالدفاع عنها من المسلمين؟!
 
إن اعتبار أمريكا هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في هذه القضية والإقرار بذلك هو تفريط بالأرض المباركة ومعاونة للكافرين المستعمرين على الاستفراد بهذه الأرض وتمرير مخططاتهم. حتى أن تركي -كحال السلطة والحكام- عندما تحدث عن فشل المفاوضات لم يرَ بديلاً عنها سوى اللجوء إلى الأمم المتحدة وأن السعودية ستدعم السلطة بكل تأكيد في هذا البديل العظيم!! ساء ما يحكمون.
 
إن واجب حكام الحجاز بل وحكام المسلمين جميعا أن يحركوا الجيوش من ثكناتها لتحرير الأرض المباركة وأن يشحذوا الأسلحة التي ينفقون عليها المليارات هباءً لتكون بتّارة على أعداء الأمة ولتحرر فلسطين من أجبن خلق الله وأحرصهم على حياة ومن الذين (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى).
فتحرير فلسطين لا التفريط بها هو ما يجب أن يتم في 9 دقائق يا تركي.
 
هذا هو اقل الواجب الملقى على كاهل حكام الحجاز الذين يتمسحون بالإسلام والإسلام من حكمهم برآء، لو كانوا يعقلون!
لكن حكام الحجاز أصبحوا لا يرون إلا ما تراه أمريكا، بالرغم من أنها تقودهم إلى الهاوية ولا تهديهم سبيل الرشاد!!
22-11-2010م