كالطفل الذي تلقى هدية مبتذلة ممن ينفق عليه، شكر رئيس وزراء سلطة رام الله وزيرة خارجية أكثر دولة مكرًا وإجرامًا ونفاقًا في التاريخ الحديث، هيلاري كلينتون بشتى عبارات الشكر والتقدير، جاء ذلك خلالحفل الإعلان عن تحويل الحكومة الأمريكية مبلغ 150 مليون دولار لموازنة السلطة، وحسب وكالة معًا فقد: جددت هيلاري كلينتون التزام إدارة أوباما بحل الدولتين، وتوفير المتطلبات القادرة على حمايته.
=-=-=-=-=-=-=
لقد بات من الواضحات الجليات أن السلطة تنفذ مشروعًا أمريكيًا وليس أي مشروع آخر لا وطني مزعوم ولا حتى اقتصادي موهوم، وأن كل الأموال الغربية لم تكن يومًا لنصرة الضعفاء ومساعدتهم فلا مكان لمثل هذه القيم في السياسة الديمقراطية الرأسمالية المتوحشة، فهي تقتل وتدمر في كل مكان لتحقيق مصالحها، وحيثما تجد القتل والتدمير فثمة أيادٍ رأسمالية آثمة تحصد الثروات فوق جثث القتلى وآهات الثكالى وأنين الجرحى كما في العراق وأفغانستان والسودان وغيرها، تلك الأيادي التي تدعم الكيان اليهودي البغيض بشتى أنواع الدعم العلني والسري ..
 
إن منظمة التحرير التي أنجبت السلطة كانت في نظر أميركا إرهابية عندما لم تكن تتبنى خطتها "خطة حل الدولتين" لتصفية قضية فلسطين، ثم لما قبلت بهذه الخطة صار لها مقعد في الأمم المتحدة، ولما اعترفت المنظمة بـ"إسرائيل" قبلت "إسرائيل" التفاوض معها، فاحتضنتها أميركا ودعمتها لتحقيق رؤيتها المدمرة لقضية فلسطين القاضية بالاعتراف بحق "إسرائيل" في حوالي 80% من أرض الإسراء والمعراج وإقامة كيان قابل للحياة على ما تبقى يعمل حارسًا لأمن يهود، والإعلان عن إنهاء الصراع معه في المنطقة.
 
وها هي السلطة التي أنجبتها مشاريع الخيانة تستمر بوقاحة في مشروع التصفية، ويصرّح قادتها ليل نهار بلا حياء عن أسمى أمانيهم بأن ترضى عنهم عدوة المسلمين اللدود أميركا وتمدهم بالأموال لتحقيق رؤيتها، ويجددون كل مرة الاعتراف بحق المغتصبين اليهود بمعظم فلسطين المباركة.
 
ومن اللافت للنظر أن الإعلان عن هذه الرشوة جاء في حفل معلن كرر فيه فياض ولاء السلطة وامتنانها لأميركا، وكررت فيه أميركا تأكيدها على خطتها لتصفية قضية فلسطين ورضاها عن أداء السلطة الأمني في خطوة دعائية إعلامية للتخفيف من وطأة إخفاقاتها في السياسية الخارجية، واللافت أيضًا أن مبلغ 150 مليون دولار يساوي فقط 75% مما تنفقه الإدارة الأميركية في يوم واحد على زيارة أوباما للهند.
 
إن عاقبة الخونة على مر التاريخ كانت مريرة، وستكون عاقبة هؤلاء النفر الذين باعوا دينهم وبلادهم بدولارات أميركا مريرة بمستوى الخيانة التي يقترفونها، وإن أرض الإسراء والمعراج ستلفظهم عاجلاً أم آجلاً.
 
إن لقضايا الأمة من يحرسها بفضل الله تعالى ويكشف كل زيف يلفها ويبطل كل مكر لتصفيتها بإذن الله تعالى.
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
12-11-2010